أخبار دولية

الشرع: الأمير محمد بن سلمان والرئيس أردوغان صدقا بما وعدا به

أشقاؤنا في الكويت من أوائل الذين باركوا لنا

• رأيتُ حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على نهضة سوريا وإعمارها

وجه الرئيس السوري أحمد الشرع مساء اليوم الأربعاء، كلمة إلى الشعب السوري بعد لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السعودية ورفع العقوبات عن البلاد.

وفي ما يلي أبرز ما جاء في كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع:

أيها الشعب السوري، لقد مرت سورية بمرحلة مأساوية في تاريخها الحديث تحت حكم النظام الساقط، قُتل فيها الشعب وهُجّر الناس، وغُيّبوا في سجون الظلام، وارتفعت أصوات المعاناة عاليا.

كما هُدّمت مقدرات الدولة، ونُهبت بأيدي السراق القتلة، وتحولت سوريا إلى بيئة طاردة ومنفرة لأهلها ولجيرانها وللمنطقة والعالم، نُبذت سوريا وانزوت بعيدا عن أشقائها وأبنائها وجيرانها.

باتت سوريا الحضارة غريبة عن تاريخها المشرف، وبعيدة عن أصالتها، وتأخرت عن مصاف الدول، وهناك في إدلب العز، وفي ظل الثورة السورية المباركة، كان يُبنى مستقبل سوريا الجديدة.

تحررت البلاد وفرح العباد، وفرح معهم أشقاؤنا في الدول المجاورة، بل والعالم بأسره، وعادت روح الانتماء لشعبنا، وظهر جليّاً حرص الشعب على دولته الجديدة.

حرصت الدول الشقيقة وشعوبها على مشاركة السوريين فرحتهم، وبدأت نافذة الأمل تطل وتشرف على مستقبل واعد، غير أن سوريا مكبلة بأعباء الماضي وآهاته.

خلال الستة أشهر الماضية، وضعنا أولويات العلاج للواقع المرير الذي كانت تعيشه سوريا، وواصلنا الليل بالنهار، فمن الحفاظ على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي، وفرض الأمن وحصر السلاح، إلى تشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية.

تم الإعلان الدستوري وعقد المؤتمر الوطني، وإلغاء القوانين الجائرة، وتحرير السوق، وتقييم الواقع المؤسساتي، ووضع اليد على الخلل وطرق علاجها، وتزامن مع كل هذا جولات مكوكية للدبلوماسية السورية للتعريف بواقع سوريا الجديد.

شاركت سوريا الجديدة في أهم المنتديات والمؤتمرات الدولية، ورفعت علمها في الأمم المتحدة، ونجحت في فتح أبواب مغلقة، ومهدت الطريق لعلاقات استراتيجية مع الدول العربية والغربية.

لقد زرت الرياض قبل عدة أشهر، والتقيت الأمير ولي العهد محمد بن سلمان، ووعدني ببذل وسعه للسعي لإزالة العقوبات عن سوريا، ورأيت في عينيه وعيون شعبه حبا كبيرا.

ثم زرت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وقف مع الشعب السوري وتحمل ودولته الكثير خلال أربعة عشر عاماً، واستضاف فيها ملايين السوريين مع كل ما تحمله من أعباء.

رأيت أيضا الحب والود والفرح والاستعداد التام لأن تقف سوريا على أقدامها، ثم زارني وزرت الشيخ تميم بن حمد (أمير قطر) الذي صبر مع الشعب السوري بموقف يسجله التاريخ، ومنذ لحظة التحرير وهو يقف بجوارنا.

ثم زرت الشيخ محمد بن زايد (رئيس الإمارات)  الذي سارع بفتح أبواب الإمارات العربية المتحدة لإخوانه السوريين، وأبدى استعداده التام لفعل كل ما يلزم لتنهض سوريا من جديد.

كان أول من بارك لنا الملك حمد بن عيسى، ملك مملكة البحرين، وكذلك أشقاؤنا في الكويت وسلطان عمان، ولا أنسى ملك الأردن عبد الله بن الحسين، وترحيبه الحار وموقف المملكة بالقضايا الساخنة.

كذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، رأيت بعينيه حرصه على نهضة سوريا وإعمارها، وكذلك ليبيا والجزائر والمغرب والسودان والأشقاء في اليمن السعيد، ودولة الرئيس محمد شياع السوداني (رئيس الوزراء العراقي) الذي أبدى رغبته في إعادة العلاقات السورية العراقية.

ثم كان لقاؤنا بالرئيس ماكرون (الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون)، الذي أبدى استعداده مبكرا لرفع العقوبات عن سوريا، ومعه في ذلك أهم دول الاتحاد الأوروبي كألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، كما سارعت بريطانيا إلى رفع العقوبات عن سوريا الحبيبة.

أيها الشعب، لقد كانت وحدتكم وحبكم لبلدكم وتضحياتكم لأجلها، وإظهار فرحتكم بسوريا الجديدة، والتفافكم حول قيادتها، ذا أثر كبير في التأثير بالرأي العالمي.

إن تفاعل الجاليات السورية في الخارج ومساهمتهم البناءة في المطالب برفع العقوبات كان له أثر كبير.

أيها السوريون، إن تلاحم الشعب ووحدته بين الداخل والخارج، وقربه من أشقائه وحسن جواره، هو رأس مال قوي لسورية.

لن نسمح بتقسيم سوريا، وسوريا لكل السوريين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم.

اليوم نشهد ثمرة ذلك عيانا وواقعا، فليس هناك أجمل من الأخوة الصادقة والمحبة العفوية بين الدول وشعوبها. إنني اليوم لا أحتفل برفع العقوبات عن سوريا فحسب، بل فرحتنا تكمن في الأخوة الصادقة وعودة المشاعر الجياشة بين شعوب المنطقة.

إن وحدة القرار والتوجه لا يخيبها الله، فقد صدق الأمير محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) بما وعد به، وصدق الرئيس أردوغان بمحبته، وصدق الأمير تميم بوفائه، وصدق الشيخ بن زايد بلهفته، وسائر الحكام صدقوا جميعاً بمشاعرهم. وقد استجاب الرئيس ترامب لكل هذا الحب، فكان قرار رفع العقوبات.

قرار الرئيس ترامب برفع العقوبات قرار شجاع أرسى أسس الاستقرار في المنطقة.

نرحب بجميع المستثمرين من أبناء الوطن في الخارج وندعوهم لاستثمار الفرص في مختلف القطاعات.

أيها السوريون، إن الطريق لا يزال أمامنا طويلا، فاليوم قد بدأ العمل الجاد، وبدأت معه نهضة سوريا الحديثة، لنبني سوريا معا نحو التقدم والازدهار والعلم والعمل.

زر الذهاب إلى الأعلى