كعك قليبية جزء من التراث اللامادي بتونس وحرفة تتوارثها الأجيال

(كونا) – «التسويم» «التبشمير» «التمنفيش»، مصطلحات قد تبدو غريبة لدى عدد من التونسيين ولكنها مألوفة وضاربة في القدم في منطقة الدخلة من الوطن القبلي وتحديدا لدى متساكني قليبية والهوارية ومنزل تميم وحمام الأغزاز وهي مصطلحات ارتبطت بعنصر هام من الموروث الغذائي القليبي وهو كعك التمر أو كعك الطابونة كما يسميه أبناء المنطقة إذ يكاد لا يغيب عن أي منزل في قليبية.
تتولى نساء قليبية إعداد هذا العنصر الغذائي بكميات كبيرة ويقمن بتخزينه ليكون قوتا لأبنائهن على مدار السنة. كما يقوم القليبيون بإهدائه للأصدقاء من المناطق التونسية الأخرى وحتى الدول العربية والأجنبية للتعريف به لدى الجمهور الواسع.
في البداية كان الكعك يصنع خلال شهر رمضان من كل سنة حيث تحرص النسوة على إعداده بداية من الأسبوع الثالث ضمن حلويات العيد إذ لم يكن يباع وإنما يتم تحضيره في جلسات نسائية تقوم المشاركات فيها بالتجمع كل ليلة في منزل إحداهن لمساعدتها في تحضير زاد أسرتها ويقضين أسبوعا وأكثر كل ليلة في بيت امرأة منهن.
أما اليوم فلم تعد صناعة الكعك مرتبطة بفترة من السنة وإنما تعده النساء طوال العام ومنهن من امتهنت هذه الحرفة وصارت مصدر قوتها تصنعه وتبيعه للأفراد ولمحلات المرطبات.
ومن بين رائدات بيع الكعك في منطقة وادي الخطف بقليبية من ولاية نابل نجيبة بن خليفة وهي امرأة تجاوزت السبعين من عمرها تعرف في مختلف مناطق ولاية نابل كأول مصدر يتوجه له طالبوا الكعك والجمعيات المحلية التي تنظم أنشطة للتعريف به وهي أول امرأة بدأت ببيعه.