مفوض «أونروا»: ما يحدث في غزة تجاوز جميع الخطوط الحمراء

(كونا) – أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة (أونروا) فيليب لازاريني اليوم السبت أن ما يحدث في قطاع غزة تجاوز جميع الخطوط الحمراء.
وأشار لازاريني في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عقب مباحثاتهما بالقاهرة إلى غياب “أي رد فعل ضد الأعمال البشعة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي وتطال حتى العاملين في المجال الإنساني الذين يدفعون ثمنا باهظا حيث راح 360 شخصا ضحية لهذه الأعمال”.
وقال إن “(أونروا) حذرت منذ شهور من حدوث مثل هذه المجاعة ولكن لم يستمع إلينا أحد” مضيفا “إننا لا نستطيع حل المشكلة بسبب قصف من يبحثون عن الطعام أو يموتون في صمت من المجاعة”.
وأكد أن العاملين في مجال الإغاثة يشعرون بالجوع ويصابون بالإغماء وهو ما يعني أن “الاستجابة الإنسانية في غزة تنهار”.
وأكد أن (أونروا) لديها جميع الاحتياجات اللازمة في مصر والأردن وأن الحل موجود لإنهاء المجاعة ولكن على سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفع القيود حتى نستطيع القضاء على الكارثة الإنسانية في غزة.
وثمن لازاريني عمل الصحفيين في غزة مشيرا إلى أن هناك 250 صحفيا دفعوا حياتهم حتى يعرف العالم ما يحدث في القطاع.
وأكد أن “الوضع سيئ وقمنا بتطبيق بعض الإجراءات التقشفية ولكن لست واثقا من إمكانية مواصلة عملنا لنهاية العام الجاري” ، مشيرا إلى أنه “أخبر وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعات الجامعة العربية بهذا الأمر”.
وأضاف أن العام الحالي هو عام تجديد ولاية (أونروا) وهو فرصة من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليعبروا عن دعمهم للشعب الفلسطيني.
من جهته أكد عبد العاطي خلال المؤتمر الصحفي أن الاحتلال الإسرائيلي يضع قيودا على دخول وتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ويستخدم التجويع كسلاح حرب في القطاع مبينا أن مصر أبقت ولا تزال على (معبر رفح) مفتوحا على مدار الساعة رغم إغلاقه من الجانب الفلسطيني بفعل الاحتلال.
وشدد عبد العاطي على أن أية محاولات تستهدف ولاية (أونروا) تحت أي ذريعة أو مبرر وهمي هي محاولات مرفوضة.
وأعرب عن خالص الشكر والتقدير لمفوض عام (أونروا) وجميع العاملين في مجال الإغاثة على ما يبذلونه من جهود مستمرة حثيثة لدعم الأشقاء الفلسطينيين وخاصة في ظل ظروف شديدة التعقيد “وهي مجاعة متكاملة الأركان من صنع الاحتلال الإسرائيلي” مشددا على دعم مصر للوكالة الأممية.
وقال عبد العاطي إن (أونروا) ليست مجرد وكالة إغاثية بل أصبحت شاهد عيان على مسؤولية المجتمع الدولي الإنسانية تجاه قضية تاريخية وهي القضية الفلسطينية.
وأضاف أنه لا يمكن لأي جهة أن تقوم بدور (أونروا) أو أن تحل محلها وقد أثبتت التجارب الأخيرة أن محاولة تطبيق آليات أخرى بديلة فشلت تماما في تحقيق الحد الأدنى من الاستجابة الإنسانية لاحتياجات الشعب الفلسطيني في غزة حيث افتقدت هذه البدائل إلى الكفاءة والشرعية والقبول الشعبي.
وتابع “إننا نبذل قصارى جهدنا مع كافة الأطراف المانحة لضمان الاستمرار في دعم الأونروا” محملا المجتمع الدولي وخاصة الدول المانحة مسؤولية هذا “التراجع الخطر وغير المقبول” في دعم الوكالة الأممية .
وأشار إلى وجود صفقة تعتمد على مقترح المبعوث الأمريكي “ويتكوف” مؤكدا (الوزير المصري) ضرورة قبول الاحتلال بها لإنهاء أعمال القتل اليومية والمجاعة التي يرتكبها بما يؤسس لإنهاء الحرب والعدوان بشكل كامل وإطلاق سراح الأسرى.
وأوضح أنه تطرق خلال مباحثاته مع مفوض (أونروا) إلى “مؤتمر التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة” الذي تعتزم مصر استضافته فور الإعلان عن إيقاف إطلاق النار للعمل على توفير الدعم الكامل لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية.