الغيص: حاجة العالم إلى النفط مستمرة لعقود وتتطلب استثمارات بـ 18.2 تريليون دولار
التخلي السريع عن النفط والغاز غير واقعي ويهدد أمن الطاقة ويزيد تقلبات الأسعار

• إنتاج النفط من دول «أوبك بلس» سيرتفع إلى 64 مليون برميل يومياً بحلول 2050
• صادرات الشرق الأوسط إلى آسيا ستشكل نحو نصف تجارة النفط العالمية
(كونا) – أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) هيثم الغيص اليوم السبت أن العالم سيبقى بحاجة إلى النفط لعقود مقبلة ما يستلزم استثمارات كبيرة تصل إلى 2ر18 تريليون دولار بحلول 2050 لتأمين إمدادات مستقرة وتلبية الاحتياجات المتزايدة.
وأضاف الغيص في كلمة له بـ «منتدى بغداد الدولي للطاقة» أن «كل الدعوات الرامية إلى التخلي السريع وغير المدروس عن النفط والغاز تفتقر إلى الواقعية وأنها تؤدي حتما إلى اضطرابات في توفير أمن الطاقة وتقلبات في الأسعار تنتج عنها تحديات اقتصادية يصعب تجاوزها».
وأشار إلى أن تاريخ الطاقة علمنا أن التقدم لا يعني الإلغاء بل التوسع والتكامل فمصادر الطاقة لا تقصى بل تتعايش وتتطور لخدمة الإنسان واليوم ورغم نمو الطاقة المتجددة ودخول السيارات الكهربائية في الأسواق فما زال العالم يعتمد على مشتقات النفط والغاز بل وحتى الفحم».
ولفت إلى أن تقارير «أوبك» تشير إلى أن حصة الوقود الأحفوري بلغت نحو 80 في المئة من مزيج الطاقة العالمي في العام الماضي وهي نسبة لم تختلف كثيرا عما كانت عليه في عام 1960 حين تأسست المنظمة في بغداد رغم أن استهلاك الطاقة العالمي ارتفع بأكثر من خمسة أضعافه منذ ذلك الحين.
ورأى أنه رغم الأهداف الطموحة لبعض السياسات المناخية لكنها لم تراعِ بشكل كاف التحديات المرتبطة بأمن الطاقة وكلفة التحول بيد أن المراجعات الجارية حاليا تعكس وعيا متزايدا بضرورة تبني مقاربات أكثر توازنا وأكثر واقعية.
وعلى صعيد استهلاك الطاقة قال الغيص «إن تقديرات (أوبك) تشير إلى أن الطلب العالمي على مختلف مصادر الطاقة سيرتفع بنسبة 23 في المئة من نحو 308 ملايين برميل إلى 387 مليون برميل نفط مكافئ يوميا بحلول العام 2050».
وبين أن النفط سيستحوذ على حصة الأسد من مزيج الطاقة العالمي حتى منتصف القرن بنسبة 30 في المئة كما يتوقع أن تبقى حصة النفط والغاز مجتمعين معا بنسبة تفوق الـ 50 في المئة وسيستمر الطلب على النفط في الارتفاع ليبلغ 123 مليون برميل يوميا في عام 2050.
وعلى مستوى الإنتاج والإمدادات بين الغيص أن إحصاءات «أوبك» تشير إلى أن إنتاج النفط من دول «أوبك بلس» سيرتفع من 49 مليون برميل يوميا إلى 64 مليونا في عام 2050 ومن المتوقع أن تشكل صادرات منطقة الشرق الأوسط إلى آسيا قرابة نصف تجارة النفط العالمية ما يؤكد الدور المحوري والمتصاعد لهذه المنطقة في تجارة النفط والطاقة عالميا.