لافروف: الغرب عاجز عن استخلاص الدروس من التاريخ ومحاولاته لإخضاع روسيا فشلت
أوراسيا كيان موحد وشراكتها الكبرى مفتوحة أمام الغرب

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن دهشته من “عجز الغرب عن استخلاص الدروس من التاريخ الذي يثبت استحالة إخضاع روسيا”.
كما أشار إلى أن هذا يتجلى في “محاولاته المتكررة لكبح روسيا وإخضاعها ومعاقبتها”.
جاءت تصريحات لافروف هذه، خلال كلمته أمام الطلاب والهيئة التدريسية في معهد موسكو للعلاقات الدولية، حيث أكد أن الغرب “لم يصب الهدف المنشود” في سياسته تجاه بلاده.
وأوضح الوزير الروسي أن “روسيا لم تكن من قطع العلاقات مع الغرب”، معتبرا أن قارة أوراسيا تمثل “كيانا موحدا وأكبر وأغنى قارة، حافظت على أعظم الحضارات الإنسانية وهويتها وتقاليدها”. وأكد أن مبدأ بلاده لا يقوم على “إقامة جدار عازل مع أي جزء من هذه القارة”، مشيرا إلى أن عمليات إقامة الشراكة الأوراسية الكبرى ستظل مفتوحة أمام الجزء الغربي من القارة.
من ناحية أخرى، لفت لافروف إلى أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته يظهران فهما للحاجة إلى حل النزاع في أوكرانيا على أساس احترام المصالح الوطنية المشروعة لأطرافه”، مشيرا إلى أن الجانب الأمريكي “بدأ يسمع روسيا بشأن الأسباب الجذرية لهذا النزاع”.
وأبرز الوزير الروسي أن ما يميز إدارة ترامب عن سابقاتها والعديد مما يسمى “بقادة أوروبا” هو أنها “لا تستمع فقط بل وتسمع أيضا”. وأشار إلى أن محادثات أنكوريج بين الرئيسين الروسي والأمريكي أظهرت “فهم ترامب وفريقه للحاجة إلى حل جميع القضايا، بما فيها الأزمة الأوكرانية، على أساس احترام المصالح الوطنية المشروعة لجميع الأطراف”.
وفي هذا السياق، انتقد لافروف السياسة الغربية تجاه أوكرانيا قائلا: “لقد ضخ الغرب مليارات الدولارات في أوكرانيا لسنوات لإنشاء نظام يكون كليا مطيعا له، ولن يتراجع عن الانضمام إلى الناتو، وسيسعى إلى الاندماج في الهياكل الغربية بما فيها الاتحاد الأوروبي، الذي تحول إلى ملحق متطرف لحلف الناتو على حساب المهام الأصلية التي أنشئ من أجلها”.
وشدد الوزير الروسي على أن “روسيا لا تريد بناء أي جدران عازلة”، متمنيا العمل “بصدق وشفافية على أساس المساواة والاحترام المتبادل”
كما أعرب عن تفاؤله بـ”صعود قوى سياسية صحية في أوروبا رغم محاولات منعها”، منتقدا “محاولات حظر الأحزاب المعارضة في ألمانيا تشريعيا”.
وختم لافروف، في إشارة إلى الممارسات الغربية التي انتقدها خلال كلمته، بالقول: “تلك هي حريتهم المزعومة”.