غير مصنف

رقعة التوتر العسكري تتسع في أجواء أوروبا

بولندا: انتهى عصر الإمبراطوريات.. سنسقط أي طائرة روسية تخترق مجالنا الجوي

• بريطانيا: انتهاكات روسيا قد تشعل فتيل صراع مسلح

• السويد: على أوروبا الاستعداد لأي للحرب

(وكالات) – توعد وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، روسيا، الاثنين، قائلاً إن “موسكو لا ينبغي أن تشتكي في الأمم المتحدة، إذا أُسقطت طائراتها بعد دخولها الأجواء الجوية لدول حلف الناتو”.

واتهمت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، روسيا خلال جلسة طارئة بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في نيويورك، الاثنين، بانتهاك المجال الجوي للحلف في إستونيا وبولندا، وهي أفعال قالت بريطانيا إنها “قد تشعل فتيل صراع مسلح”.

وأعلنت إستونيا، الجمعة، دخول 3 طائرات عسكرية روسية مجالها الجوي دون إذن، وبقيت فيه لمدة 12 دقيقة قبل إجبارها على الانسحاب.

وقال سيكورسكي خلال الجلسة: “لدي طلب واحد فقط للحكومة الروسية: إذا دخل صاروخ أو طائرة أخرى مجالنا الجوي دون إذن، عمداً أو عن طريق الخطأ، وأُسقطت وسقط حطامها على أراضي الناتو، فأرجو ألا تأتي إلى هنا للتذمر بشأن ذلك”، مضيفاً: “لقد تم تحذيركم”.

ووجه سيكورسكي انتقاداً آخر لموسكو، قائلاً: “نحن نعلم أنكم لا تكترثون بالقانون الدولي، وأنكم غير قادرين على العيش في سلام مع جيرانكم. إن قوميتكم الجنونية تنطوي على شهوة الهيمنة، والتي لن تتوقف حتى تدركوا أن عصر الإمبراطوريات قد ولى، وأن إمبراطورتيكم لن يعاد بناؤها”.

تهديد بولندي

وكان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك قال، الاثنين، إن وارسو ستسقط الطائرات المعادية التي تدخل المجال الجوي البولندي.

وأضاف توسك خلال مؤتمر صحافي: “أريد أن أكون واضحاً جداً. سنتخذ قراراً بإسقاط الأجسام الطائرة دون نقاش عندما تنتهك أراضينا وتحلق فوق بولندا. لا مجال للنقاش هنا”.

وفي 19 سبتمبر الجاري، دخلت 3 طائرات مقاتلة روسية طراز MIG-31 المجال الجوي لإستونيا لمدة 12 دقيقة، قبل أن تتصدى لها طائرات F-35 إيطالية تمثل حلف الناتو، متمركزة في إستونيا.

ووصفت الحكومة في تالين الاختراق بأنه جزء من حملة أوسع نطاقاً لموسكو لاختبار مدى استعداد الناتو للرد بحزم على التهديدات الإقليمية.

وجاء هذا التوغل في إستونيا، بعد أن أرسلت روسيا طائرات مسيرة إلى كل من بولندا ورومانيا في وقت سابق من هذا الشهر، ما وضع حلف الناتو في حالة تأهب قصوى في جميع أنحاء أوروبا.

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الاثنين، إن “المزاعم بأن روسيا انتهكت المجال الجوي الإستوني لا أساس لها من الصحة وتهدف إلى تصعيد التوترات”، مضيفاً أن “روسيا تعمل في إطار القواعد الدولية”.

وفي وقت سابق من الشهر، أغلقت ليتوانيا بشكل مؤقت أجزاء من مجالها الجوي على طول الحدود مع بيلاروس، للسماح للجيش باستهداف الطائرات التي تنتهك منطقة حظر الطيران أو الطائرات المسيرة الطائشة.

تحذير بريطاني

وفي الاجتماع نفسه بمجلس الأمن، حذرت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، من أن توغلات روسيا في أجواء حلف الناتو قد تؤدي إلى “إشعال صراع مسلح”.

وقالت: “أفعالكم المتهورة تُهدد بمواجهة مسلحة مباشرة بين الناتو وروسيا، تحالفنا دفاعي، لكن لا تتوهموا أننا على أهبة الاستعداد للدفاع عن سماء الناتو وأراضيه”، مضيفة: “إذا احتجنا لمواجهة طائرات تعمل في فضاء الناتو دون إذن، فسنفعل”.

وأثار هذا الأمر انتقادات فورية من موسكو، التي رفضت مخاوف أوروبا، ووصفتها بأنها “لا أساس لها من الصحة ومبالغ فيها”.

على صعيد متصل طالب وزير الدفاع السويدي بال يونسون اليوم الثلاثاء أوروبا بتعزيز قدراتها الدفاعية وأن تكون «مستعدة» لأي صراع عسكري محتمل في المستقبل.

جاء ذلك في حلقة نقاشية استضافتها مؤسسة (كونراد آدناور) الألمانية في برلين قبل اجتماع يونسون مع نظيره الألماني بوريس بستوريوس لبحث التعاون العسكري بين بلديهما و«التهديدات الروسية» على خلفية الحرب الأوكرانية.

وذكر يونسون أن هذه التهديدات تتطلب من أوروبا الانتقال من «عقلية السلام» إلى «عقلية الاستعداد للحرب» مشيرا إلى القدرات العسكرية الروسية المتزايدة بالقول إن موسكو تحرز «تقدما كبيرا» وتزيد قوتها العسكرية «الفتاكة».

وانتقد عزوف بعض الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (نانو) عن تمويل الحلف وتقديم المساعدات اللازمة لأوكرانيا مشيرا إلى أنه يلاحظ زيادة في عدد الدول التي تخفض تمويلها للقوات الأوكرانية.

ووصف يونسون أوكرانيا بأنها تمثل «درعا» أمنية لأوروبا داعيا إلى زيادة المساعدات العسكرية للقوات الأوكرانية.

وأشار إلى أهمية تعزيز التعاون العسكري مع ألمانيا قائلا في الوقت نفسه إن ذلك يتطلب وضع خطط تسلح وتعاون وتصنيع طويلة الأمد ومحاربة البيروقراطية.

وأشاد يونسون برفع ألمانيا نفقاتها الدفاعية في الحلف الأطلسي داعيا بقية الدول الأعضاء في (ناتو) إلى اتخاذ خطوات مشابهة.

وكانت ألمانيا استثمرت في العام الماضي 1ر2 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي في نفقات الحلف الأطلسي.

يذكر أن وزارة الدفاع الألمانية أعلنت أن بستوريوس سيجتمع مع يونسون في وقت لاحق اليوم من أجل بحث التعاون العسكري المشترك وتطورات الحرب الروسية الأوكرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى