الأمم المتحدة: دولة الكويت «قوة عظمى» في العمل الإنساني والدبلوماسية

(كونا) – وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر دولة الكويت بأنها “قوة عظمى في العمل الإنساني والدبلوماسية” معربا عن تقديره لشراكتها مع منظمة الأمم المتحدة والتزامها الراسخ بالمبادئ الإنسانية.
جاء ذلك خلال ندوة استضافها معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي اليوم الثلاثاء بعنوان (العمل الإنساني في مشهد عالمي متغير.. التحديات والفرص ودور الكويت الريادي).
وقال فليتشر إن التزام دولة الكويت بالمبادئ الإنسانية وسجلها الحافل بالكرم والحكمة يواصل إلهام مجتمع العمل الإنساني بأكمله مؤكدا أهمية تعزيز الشراكة القائمة وإيجاد سبل للعمل بشكل أوثق في المستقبل لضمان بقاء العمل الإنساني فعالا ومبنيا على المبادئ وأكثر كفاءة في خدمة المجتمعات حول العالم.
وشدد على حاجة الأمم المتحدة إلى الشراكة مع دولة الكويت والبناء على قوتها “كقوة إنسانية عظمى ورائدة في مجال المساعدات الإنسانية والإنمائية” معربا عن الامتنان لهذه العلاقة التي تقودها وزارة الخارجية والتي كان لها الدور الفعال في إنقاذ العديد من الأرواح حول العالم على مدى سنوات عديدة.
وأشاد بدور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ودعمه السخي الذي يجسد التزام دولة الكويت ليس فقط بالاستجابة لحالات الطوارئ الإنسانية وإنما لبناء القدرة على الصمود والاستقرار على المدى الطويل.
وثمن التعاون مع المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص الكويتي الذي يعكس نهج مجتمع بأكمله في العمل الإنساني موضحا أن “دولة الكويت تعد واحدة من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية للفرد الواحد مما يجعلها رائدة في هذا المجال” ومنوها بـ”الإرث العظيم” الذي تركه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه كقائد للعمل الإنساني.
كما ثمن دور دولة الكويت تجاه ما يشهده قطاع غزة الفلسطيني من اعتداءات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وأزمة إنسانية طاحنة إذ “كانت الكويت من أوائل الدول التي دعت إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار في غزة واحتفظت بهذه الدعوة القوية مع اشتداد الصراع وبقيت من خلال دعوتها لحماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق نصيرا رئيسيا لكل ما تقوم به الأمم المتحدة”.
وبشأن العمل الإنساني العالمي قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة إنه أصبح أكثر صعوبة إذ يواجه العالم عاصفة من الصراعات والأزمات والاحتياجات المتزايدة التي تتداخل في العديد من المجالات لترفع عدد المحتاجين إلى أكثر من 300 مليون شخص حول العالم.
وأضاف أن العام الماضي (2024) “كان الأكثر دموية في تاريخ العاملين في المجال الإنساني حيث قتل أكثر من 300 منهم” معربا عن الخشية أن يكون هذا العام “أكثر دموية”.
وعن خطة إعادة ضبط قطاع العمل الإنساني بين فليتشر أنها ترتكز على إعادة التجميع والإصلاح والتجديد إذ سيكون القطاع أصغر حجما في المستقبل بسبب أزمة التمويل الحادة حيث لم يتم تمويل النداءات الإنسانية هذا العام إلا بنسبة 21 في المئة فقط.
وبين أنه سيتم إصلاح قطاع العمل الإنساني ليكون أكثر مرونة وكفاءة وابتكارا وسيعاد التفكير في كيفية استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة العمل وسلاسل الإمداد مضيفا أن الخطة تهدف إلى تجديد العمل الإنساني عبر تحويل السلطة من المراكز والمؤسسات الهرمية إلى المجتمعات المستفيدة نفسها وتحديد الأعمال المنقذة للحياة بشكل أكثر وضوحا.
وذكر أن الأمم المتحدة ستسعى العام المقبل إلى إنقاذ حياة 114 مليون شخص ويمكن تحقيق ذلك بنسبة 1 في المئة فقط مما سينفقه العالم على الأسلحة والأمن.
من جانبه قال المدير العام لجمعية الهلال الأحمر الكويتي فواز المزروعي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن ماتطرق إليه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر يعد “شهادة دولية متجددة بأن العمل الإنساني ليس مجرد سياسة لدولة الكويت إنما هو جزء من هويتها الوطنية وقيمها الراسخة التي تجعل منها (قوة عظمى في العطاء) كما وصفها المسؤول الأممي”.
وأضاف المزروعي أن التحديات التي استعرضها فليتشر من نقص التمويل واستهداف العاملين في المجال الإنساني هي الواقع الذي تعيشه فرق الهلال الأحمر الكويتي في الميدان كل يوم وهي تترجم المبادئ السامية للقانون الدولي الإنساني إلى مساعدات ملموسة تصل للمتضررين في أحلك الظروف مؤكدا أن “الكويت ستظل دائما في طليعة الدول التي تمد جسور الأمل للمحتاجين”.
وشدد على أن المشهد العالمي المتغير يتطلب بالفعل إعادة ضبط للعمل الإنساني تقوم على شراكة حقيقية بين المنظمات الدولية والجهات الفاعلة على الأرض مثل جمعية الهلال الأحمر الكويتي مجددا التزام (الجمعية) بأن تكون شريكا استراتيجيا للأمم المتحدة في مواجهة الأزمات العالمية والاستمرار في حمل رسالة الكويت الإنسانية التي أرست دعائمها القيادة السياسية الحكيمة على مر الأجيال.