تكنولوجيا

أدوات الذكاء الاصطناعي تدخل عيادة الطبيب وعلى الكوادر الطبية الاستعداد

يتجلى تأثير الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية، بدءاً من الأدوات التي تساعد في تحليل الصور الطبية، واكتشاف الأدوية، وفحوصات السرطان الكاملة.

ولكن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد يشكل أحد أكبر التحديات التي تواجهها الرعاية الصحية: قوة عاملة من الأطباء والممرضين وموظفي الدعم تعاني من ضيق الوقت (والإرهاق في كثير من الأحيان)، وترغب في التركيز بشكل أكبر على المرضى والرعاية الصحية بدلًا من المهام الإدارية الشاقة الأخرى، وفقاً لـ «CNBC عربية».

يدفع هذا الأمر، روّاد تكنولوجيا الرعاية الصحية، مثل Epic Systems، إلى الاستثمار في مجموعة متنوعة من ميزات الذكاء الاصطناعي التي تُمكّن من القيام بكل شيء، بدءاً من مساعدة المرضى على حجز المواعيد أو فهم نتائج المختبرات، وصولاً إلى التوثيق السريري المُدعّم بالذكاء الاصطناعي، والذي يُساعد الأطباء على تسجيل الملاحظات وتدوينها آنياً، بالإضافة إلى توقع معلومات المريض التي قد يحتاجها الطبيب، مثل مؤشرات ضغط الدم.

كما يُسهم هذا في تعزيز موجة جديدة من الشركات الناشئة التي تُقدّم حلولاً لهذه المشكلة. ووفقاً لتقرير صادر عن بنك وادي السيليكون، فقد ركّز أكثر من 60% من تمويل المشاريع الذي تدفق إلى شركات الذكاء الاصطناعي المُركّزة على الرعاية الصحية بين عامي 2019 و2024 على الاستخدامات الإدارية والسريرية.

تأسست شركة أبريدج، التي احتلت المركز 47 في قائمة CNBC Disruptor 50 لعام 2025، بهدف “منح الأطباء وقتهم”، وفقاً لما صرّح به زاكاري ليبتون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا، خلال قمة CNBC للذكاء الاصطناعي في ناشفيل يوم الأربعاء.

تجميع بيانات المرضى

تُعرّف منصة أبريدج نفسها بأنها “ذكاء اصطناعي مُولّد للمحادثات السريرية”، حيث تُنسخ محادثات المرضى والأطباء، وتستخدم الذكاء الاصطناعي لإضافة سياق وبيانات من زيارات المرضى وفحوصاتهم السابقة. ويهدف ذلك إلى توفير الوقت الذي كانوا سيقضونه في توثيق الزيارات، وتمكينهم بدلاً من ذلك من التركيز على المريض الذي أمامهم.

وقال ليبتون: “يقضي الأطباء ساعتين في إنجاز الأعمال الورقية الرقمية مقابل كل ساعة من الرعاية المباشرة للمرضى”.  وأضاف “الوضع الراهن هو أن القطاع قد خلق عالماً رقمياً تُبعد فيه التكنولوجيا الأطباء عن مرضاهم”.

من جهته، قال ستيف بيرد، الرئيس التنفيذي لشركة أدتاليم غلوبال إديوكيشن، المتخصصة في تعليم الرعاية الصحية، خلال قمة CNBC للذكاء الاصطناعي: “كل ما نعرفه من استطلاعات رأي المتقاعدين اليوم هو أن العامل الرئيسي وراء الإرهاق المهني وعدم الرضا الوظيفي هو الأعباء الإدارية المرتبطة بالممارسة”.

وأضاف: “تشير جميع الأدلة إلى أن الذكاء الاصطناعي مُكمّل رائع، وعلينا تشجيع اعتماد هذه الأدوات لما لها من أثر إيجابي على تجربة الرعاية الصحية التي نتمتع بها جميعاً”.

لكن هذا التدفق الهائل من أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة في مجال الرعاية الصحية يعني أيضاً ضرورة الاستعداد لاستخدامها. 28% فقط من الأطباء يقولون إنهم يشعرون بالاستعداد للاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أن 57% منهم يقولون إنهم يستخدمون بالفعل أدوات الذكاء الاصطناعي في أمور مثل الاستماع المحيطي، والتوثيق، والفوترة، والتشخيص، وفقاً لتقرير صادر عن منصة إنلايتنيد Inlightened لتكنولوجيا الرعاية الصحية.

في هذا الإطار، أعلنت شركة أدتاليم Adtalem، التي تضم أكثر من 90.000 طالب مسجل في التمريض والطب ومهن أخرى مرتبطة بالصحة، مؤخراً عن برنامج جديد لمؤهلات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع غوغل كلاود، يركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية.

سيُطلق البرنامج العام المقبل، وسيكون متاحاً أيضاً لـ 270 نظام رعاية صحية في جميع أنحاء الولايات المتحدة التي تتعاون معها أدتاليم.

وصرح بيرد بأن البرنامج الجديد لن يوفر فقط إتقاناً أوسع في مجال الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، بل سيوفر أيضاً “أدوات متخصصة في مجالات التوظيف، والتوظيف، والأطباء، وتقنيات التصوير، وغيرها”.

وأضاف بيرد: “ستتطور التكنولوجيا ووتيرة تطويرها بنفس سرعة تطور العديد من الابتكارات الأخرى، لكن التحدي الحاسم الذي يجب حله هو جاهزية القوى العاملة”.

وتساءل: “كيف نستعد لتبني هذه التقنيات بطرق تتيح للاستثمارات تحقيق عوائد مجزية؟”.

أدى إدخال الذكاء الاصطناعي، بغض النظر عن أهمية الصناعة، إلى زيادة قلق العمال بشأن فقدان الوظائف، خاصة وأن الرؤساء التنفيذيين قد أشادوا بكيفية زيادة التكنولوجيا للإنتاجية في حين لا تتطلب عدداً إضافياً من الموظفين.

في حين أقرّ بيرد بأن “كل ابتكار تقني كبير يصاحبه بعض الاختلالات في العمل”، قال إنه فيما يتعلق بالرعاية الصحية، “فإن العنصر البشري، لا سيما في كيفية تعزيزه للثقة بين الفريق الطبي والمريض، أمرٌ لا يمكن للآلات تقليده”.

وقال بيرد: “ستتاح للأطباء فرصةٌ للقيام بمزيدٍ مما انضموا إلى هذه المهن من أجله في البداية، وهو التواجد بجانب المرضى ورعاية مرضاهم”.

زر الذهاب إلى الأعلى