«هآرتس»: ضغوط أميركية وخطة ترامب تدفع نتنياهو للتهدئة في غزة
الصحيفة ذكرت أن وزراء في الحكومة ضغطوا باتجاه التصعيد

قالت صحيفة «هآرتس» العبرية، الإثنين، إن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو امتنعت عن التصعيد في قطاع غزة رغم مقتل جنديين، بسبب ما وصفته بـ«الضغوط الأميركية»، وتفاديًا لإفشال خطة السلام التي يقودها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلى جانب جهود استعادة جثث محتجزين إسرائيليين من القطاع.
وأوضحت الصحيفة في تحليل سياسي أن حكومة نتنياهو أقرّت، ضمنيًا، بأنها واقعة «بين المطرقة والسندان»، حيث لم يكن بوسعها التغاضي عن مقتل الجنديين يانيف كولا وإيتي يعافيت، لكنّها من جهة أخرى خشيت على المسار السياسي الهش الذي يفترض أن يضمن استمرار تطبيق خطة ترامب.
وأضافت أن المستوى السياسي الإسرائيلي حاول التوازن عبر تنفيذ عمليات محدودة تهدف إلى إرسال رسالة تهديد لحركة حماس والفصائل الأخرى في غزة دون الدخول في تصعيد واسع، تمثلت في قصف نفق كبير احتُجز فيه إسرائيليون في وقت سابق، وإطلاق النار على مسلحين فلسطينيين، والتلويح –دون تأكيد– بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وذكرت الصحيفة أن وزراء في الحكومة ضغطوا باتجاه التصعيد، على رأسهم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي كتب على منصة «إكس»: «حرب!»، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي دعا نتنياهو إلى «استئناف القتال الكامل بكل قوة»، فيما اعتبرت الوزيرة أوريت ستروك أن هجوم حماس الأخير «إعلان صريح بعدم وجود اتفاق».
وبحسب «هآرتس»، فإن إسرائيل كانت لديها أسباب إضافية لعدم التصعيد، أبرزها الخشية من إفشال العملية الجارية بصعوبة لاستعادة جثث المحتجزين، حيث تسير العملية ببطء منذ الأسبوع الماضي، إضافة إلى إعلان حركة حماس أنها لم تكن طرفًا في الهجوم الذي أدى إلى مقتل الجنديين في رفح، واتهامها لإسرائيل بارتكاب خروقات متكررة للاتفاق.
ومن بين الدوافع التي أثّرت على قرار نتنياهو، تضيف الصحيفة، الزيارة المرتقبة هذا الأسبوع لنائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس إلى إسرائيل، حيث سعت الحكومة إلى تجنب إحراجه، لا سيّما أنه يأتي للتحقق من استمرار تنفيذ الخطة الأميركية.
وأشارت «هآرتس» إلى أن نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت قرّرا تجاهل دعوات الوزراء للتصعيد، بهدف عدم فتح مواجهة مع واشنطن والدول الأوروبية والعربية. ولفتت إلى أن نتنياهو لم يُظهر هذه الحسابات في بيانه المقتضب أمس، واكتفى بالقول إنه أوعز للجيش بـ«العمل بقوة ضد أهداف إرهابية في غزة».
كما نقلت الصحيفة عن وزير الدفاع قوله لاحقًا إن «إسرائيل لا تزال تدرس خطواتها»، مضيفًا: «إذا لم تُفهم الرسالة، فإن حدة الردود ستتصاعد».
وفي المقابل، أكدت «هآرتس» أن حركة حماس أرسلت إشارات تفيد بنيّتها المضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق، وسارعت إلى الإعلان عن العثور على جثمان محتجز إسرائيلي آخر، قالت إنها ستُعيده خلال الليل «إذا سمحت الظروف الميدانية».
وفي السياق ذاته، أصدر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية «تحذيرًا عاجلًا»، دعا فيه سكان غزة إلى عدم التواجد في المنطقة بين الخط الأصفر الخاضع لسيطرة الجيش، باعتبارها لا تزال ساحة قتال.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة كانت أكثر عنفًا من المعتاد، خلافًا لما كان يحدث قبل الحرب، حيث كانت الغارات تقتصر أحيانًا على استهداف كثبان رملية فارغة.