غزة تواجه شتاءً قاسيًا وسط منع دخول مواد الإيواء والمساعدات الإنسانية
«أونروا»: لوازم الشتاء محتجزة في الأردن ومصر وإسرائيل تمنع إدخالها

مع قرب دخول فصل الشتاء أيامه الأولى في قطاع غزة، يواجه السكان، خصوصاً من دُمرت أو تضررت منازلهم بشكل بليغ أو طفيف، صعوبات جمة في التعامل مع الأجواء الشتوية المرتقبة، التي تشير التوقعات الجوية إلى أنها ستكون أكثر قسوةً من فصل الشتاء السابق.
وخلال عامين من الحرب، مرّ سكان القطاع بظروف صعبة نتيجة أن غالبيتهم عاشوا في خيام مهترئة، تسربت إليها مياه الأمطار، ما تسبب بغرقهم وحاجياتهم من فراش وأغطية وأدوات كانوا يضعونها داخل تلك الخيام، التي بالكاد كانت توفر لهم القدرة على النوم فيها، سواء في فصل الصيف أو الشتاء.
ورغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فإن السلطات الإسرائيلية تمتنع إدخال أي خيام أو بيوت متنقلة «كرفانات»، حتى الشوادر، وغيرها من المواد الإغاثية التي يمكن استبدالها بالخيام المهترئة المتوفرة داخل قطاع غزة.
وقالت «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا)؛ إن مواد الإيواء ولوازم الشتاء المخصصة للنازحين في غزة موجودة بمستودعاتها في الأردن ومصر، ولكنها ممنوعة من دخول القطاع.
وأكدت، في منشور لها عبر منصة «إكس»، أنه مع اقتراب فصل الشتاء في غزة تزداد حاجة الناس إلى المأوى والدفء، مع ضرورة استئناف السماح لها بإيصال المساعدات الإنسانية داخل القطاع، خاصةً مع بدء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
فيما دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط فورية على السلطات الإسرائيلية للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون قيود، مشددةً على ضرورة التزام إسرائيل بالتعاون مع الأمم المتحدة لضمان توفير المساعدات للفلسطينيين دون عوائق.
وأكدت «هيومن رايتس ووتش» ضرورة السماح لوكالة «أونروا» بإدخال المساعدات بشكل عاجل لتلبية الاحتياجات الإنسانية الكارثية في القطاع. وقالت: «إن استمرار منع أو عرقلة دخول المساعدات يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين الذين يواجهون أوضاعاً إنسانية غير مسبوقة بسبب الحصار والهجمات المتواصلة».
وحذّرت منظمات أممية من مجاعة شاملة في قطاع غزة، وسط استمرار القيود الإسرائيلية على المعابر وتدمير البنية التحتية للمساعدات.
والخميس، نقلت هيئة البثّ الإسرائيلية عن مسؤول حكومي إسرائيلي، قوله إن «إسرائيل لا تنوي السماح لأونروا بالعودة إلى العمل في غزة، رغم قرار المحكمة الدولية» الذي طالب الحكومة الإسرائيلية بالسماح للوكالة بمواصلة نشاطها بالقطاع.
ومساء الأربعاء، قالت محكمة العدل الدولية إن فلسطينيّي قطاع غزة «لم يتلقوا إمدادات كافية» من المساعدات، وقضت بإلزام إسرائيل بتسهيل وصولها إلى القطاع، ووقف استخدام التجويع سلاحاً في الحرب.
فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن ما سمح الاحتلال الإسرائيلي بدخوله 1100 شاحنة فقط، أي 15 في المائة من أصل 600 يومياً كما نص الاتفاق، وذلك منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.





