شهداء الخالدية.. ذاكرة الوطن الخالدة ورمز الفداء في سبيل الكويت
ضحّوا بأرواحهم وجسّدوا معاني الوفاء والعرفان خلال الغزو العراقي

في عام 2005، شهدت منطقة الخالدية حدثًا وطنيًا مهيبًا تمثل في تدشين النصب التذكاري لشهداء الخالدية في جمعية الخالدية التعاونية، برعاية وزير الشؤون الاجتماعية والعمل آنذاك فيصل محمد الحجي، وبحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية راشد غذبي المبارك، تخليدًا لأرواح الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأغلى ما يملكون دفاعًا عن تراب الكويت الطاهر خلال الغزو العراقي الغاشم عام 1990.
جاء هذا النصب التذكاري ليجسّد معاني الوفاء والعرفان لتضحيات أبناء الخالدية الذين وقفوا بشجاعة وإقدام في وجه العدوان، وسطروا أروع صور البطولة في ميادين الشرف والعزة. فقد آمنوا بأن الكويت تستحق البذل والعطاء، وأن الدفاع عنها واجب مقدس لا يعلوه واجب.
ومن أبرز هؤلاء الأبطال الشهيد أحمد محمد يعقوب الغانم، الذي يُعد من أبناء الخالدية الأوفياء الذين قدّموا نموذجًا يحتذى في الإخلاص والوطنية. فقد عرفه أبناء المنطقة بإنسانيته وحرصه الدائم على خدمة أهالي الخالدية، خاصة في أحلك الظروف التي مرت بها الكويت أثناء الاحتلال. لم يتردد الشهيد الغانم في تقديم المساعدة والمساندة للأهالي، معرضًا نفسه للخطر في سبيل تأمين احتياجاتهم وحماية منطقتهم من ممارسات الاحتلال الغاشم.
وقد شكّل هذا النصب التذكاري علامة مضيئة في ذاكرة الوطن، ومزارًا لأبناء الخالدية والأجيال القادمة ليستلهموا منه معاني التضحية والولاء والانتماء الحقيقي للوطن. فهو لا يرمز فقط إلى الشهداء الذين ارتقوا في سبيل الكويت، بل يُجسد روح الكويت التي لا تنكسر، وعزيمة أبنائها الذين صانوا ترابها بدمائهم الطاهرة.
إن تكريم شهداء الخالدية هو تكريم لكل شهيدٍ كويتيٍ آمن بأن حب الوطن فعلٌ لا يُقال بل يُمارس، وأن الحرية لا تُمنح بل تُصان بالتضحيات. ستبقى أسماؤهم منقوشة في ذاكرة التاريخ، وشهادتهم نبراسًا يضيء دروب الأجيال القادمة لتستمر مسيرة العطاء والبناء على أرضٍ افتداها الأبطال بأرواحهم.





