الأمم المتحدة تكشف عن جرائم ضد المدنيين والمرافق الصحية في السودان
مجازر مروعة لقوات الدعم السريع في الفاشر وبارا

(كونا) — كشفت منظمتان أمميتان اليوم الجمعة عن تقارير حول انتهاكات جسيمة واعتداءات ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينتي (الفاشر) و (بارا) ضد المدنيين السودانيين شملت إعدامات ميدانية وعمليات قتل جماعي ونهب وهجمات ضد العاملين الإنسانيين والصحيين واختطاف وتهجير قسري للسكان تحت النيران.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان سيف ماغانغو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع منظمة الصحة العالمية في جنيف إن التقديرات الأولية تشير إلى أن حصيلة القتلى خلال هجوم قوات الدعم السريع الأخير تصل إلى المئات.
وأضاف أن انقطاع الاتصالات والوضع الفوضوي داخل مدينة (الفاشر) يجعل من الصعب الحصول على معلومات مباشرة.
وقال إن “من بين الحوادث الموثقة قتل مرضى وجرحى في حيي (الدرجة الأولى) و(المطار) كانا يستخدمان مؤقتا كمراكز طبية علاوة على توثيق عمليات قتل داخل (المستشفى السعودي) راح ضحيتها أكثر من 460 شخصا.
ولفت إلى أن التقارير التي تلقتها المفوضية تفيد بأن الهجوم وقع على ثلاث مراحل بدءا بهجوم أول لاختطاف ستة أطباء وممرضين وقتل مجموعة من المرضى والمرافقين تلاه عمليتان للمجموعات المسلحة نفسها قتلت خلالهما جميع الموجودين بمن فيهم أشخاص كانوا يحتمون بالمستشفى.
وأضاف المتحدث أن المفوضية تلقت أيضا تقارير مقلقة عن أعمال عنف تحت تهديد السلاح بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مركز لإيواء النازحين قرب جامعة (الفاشر) واجبار نحو 100 أسرة على مغادرة الموقع وسط إطلاق النار إضافة إلى قتل عاملين إنسانيين ومتطوعين محليين كانوا يقدمون الدعم للمجتمعات الضعيفة في (الفاشر).
وأشار ماغانغو إلى ورود تقارير إضافية عن انتهاكات خطرة في سياق استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة (بارا) بولاية (شمال كردفان) تضمنت إعدامات ميدانية لخمسة متطوعين من الهلال الأحمر ومقتل نحو 50 مدني آخر في ال26 من أكتوبر الجاري متوقعا أن يكون العدد أكبر بكثير.
وأكد ماغانغو أن “هذه الانتهاكات الخطرة من شأنها أن ترقى إلى جرائم متعددة بموجب القانون الدولي” داعيا إلى إجراء تحقيقات مستقلة وسريعة وشفافة وشاملة ومحاسبة المسؤولين عنها وضمان حق الضحايا وعائلاتهم في الحقيقة والعدالة وجبر الضرر.
وجدد دعوة المفوض الأممي السامي فولكر تورك للدول صاحبة النفوذ بالتحرك العاجل من أجل إيقاف العنف ووقف تدفق الأسلحة وضمان توفير حماية حقيقية وفعالة للمدنيين.
من جانبها أعربت رئيسة وحدة العمليات الإنسانية بمنظمة الصحة العالمية تيريزا زكريا عن قلقها البالغ إزاء الهجمات التي تستهدف القطاع الصحي في السودان لافتة إلى أنه ومع استهداف مستشفى الولادة السعودي وهو المستشفى الوحيد في (الفاشر) “لم يعد هناك أي وجود صحي إنساني في المدينة”.
وقالت زكريا إن “منظمة الصحة العالمية تحققت من وقوع 189 هجوما على المرافق الصحية في السودان هذا العام أسفرت عن مقتل 1670 شخصا وإصابة 419 آخرين” موضحة أن 86 في المئة من الوفيات المرتبطة بهذه الهجمات وقعت خلال العام الحالي وحده ما يدل على أن الاعتداءات أصبحت أكثر فتكا.
وأضافت أن البيانات الأخيرة لنظام المراقبة الخاص بتوفير الخدمات الصحية في أنحاء السودان التابع للصحة العالمية أظهرت أن 40 في المئة من المرافق الصحة خارجة تماما عن الخدمة فيما 12 في المئة تعمل بصفة جزئية فقط.
وفي هذا السياق دعت زكريا إلى الإيقاف الفوري للأعمال العدائية في (الفاشر) وفي جميع أنحاء السودان من أجل حماية المدنيين والعاملين الإنسانيين والعاملين الصحيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق. 
 
				




