بلومبرغ: المتحف المصري الكبير رمز لسياسة مصر المتوازنة
يحتضن المتحف تمثال رمسيس الثاني صاحب أول معاهدة سلام في التاريخ

مع افتتاحها أبواب كنزها الأثري القديم البالغة قيمته مليار دولار، رسمياً السبت، تجد مصر نفسها في دائرة الضوء أمام كبار الفاعلين في السياسة العالمية.
بطوله البالغ 11 متراً والمنحوت من الغرانيت الأحمر قبل نحو 3200 عام، يزين تمثال الملك رمسيس الثاني، أعظم الفراعنة، القاعة الرئيسية الفسيحة في المتحف المصري الكبير، وهو مشروع يهدف إلى إنعاش قطاع السياحة الحيوي، ويعكس في الوقت ذاته المكانة العالمية المعاصرة لمصر.
بعد عقودٍ من الإعداد، يأتي افتتاح المتحف في توقيتٍ مثالي، بعد أيام قليلة من استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لنظيره الأميركي دونالد ترمب وعددٍ من قادة العالم في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، حيث روّج ترمب لخطته للسلام في غزة. وربما طرح بعض جوانب تلك المبادرة على هامش لقاء السيسي.
يُعدّ رمسيس الثاني رمزاً مناسباً، إذ ارتبط اسمه بأول معاهدة سلام دولية موثقة في التاريخ، وهو اتفاق أبرمه المصريون مع أعدائهم السابقين الحيثيين، الذين كانوا من أوائل سكان ما يُعرف اليوم بتركيا. وتُعرض نسخة من هذه المعاهدة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، كرمزٍ للتفاهم المتبادل وإرساء نظامٍ عادل.
بعد آلاف السنين، تكتسب طموحات العصر الفرعوني صدىً جديداً في مصر، إذ تستفيد الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الشرق الأوسط من موقعها كشريكٍ أو صديقٍ للجميع تقريباً، من روسيا إلى أوروبا والصين ودول الخليج. ويُعد هذا النهج نموذجاً يحتذى به للدول متوسطة القوة التي تواجه عصراً يتّسم بتصاعد الاضطرابات الجيوسياسية.
قال ديفيد شينكر، الدبلوماسي الأميركي السابق والزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “في مختلف أنحاء العالم، تعمل الدول غير العظمى على التحوط واستغلال المنافسة بين القوى العظمى لصالحها. ويبدو أن مصر أكثر نجاحاً من غيرها من الدول المماثلة”.





