المنظمة العالمية للأرصاد: 2025 من بين أكثر الأعوام حرارة منذ 176 عاماً
غازات الاحتباس الحراري وحرارة المحيطات ارتفعت إلى مستويات قياسية

• «الظواهر الجوية المتطرفة» خلال هذه السنة أدت إلى خسائر بشرية واقتصادية جسيمة
(كونا) – أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية اليوم الخميس أن العام الجاري يتجه ليكون ثاني أو ثالث أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق منذ 176 سنة في وقت يتواصل فيه الارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة عالميا على مدى 11 عاما متتالية.
جاء ذلك في تقرير جديد حول «حالة المناخ العالمي لعام 2025» صادر عن المنظمة ومقرها جنيف وذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة (كوب 30) لتغير المناخ المقرر عقده في البرازيل.
وأفاد التقرير بأن متوسط درجة الحرارة العالمية خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2025 تجاوز معدلات ما قبل الثورة الصناعية بنحو 42ر1 درجة مئوية لافتا إلى أن الأعوام الثلاثة الأخيرة كانت الأشد حرارة منذ بدء التسجيلات قبل 176 عاما.
وأضاف أن تركيزات غازات الاحتباس الحراري وحرارة المحيطات واصلت ارتفاعها إلى مستويات قياسية بينما شهد الجليد في كل من القطبين الشمالي والجنوبي تراجعا ملحوظا إذ سجل القطب الشمالي أدنى امتداد له في تاريخ الرصد فيما سجلت مساحة الجليد في القطب الجنوبي ثالث أدنى مستوى لها على الإطلاق.
وحذر التقرير من أن ارتفاع حرارة المحيطات من شأنه أن يؤدي إلى تدهور النظم البيئية البحرية وفقدان التنوع البيولوجي وإضعاف قدرة المحيطات على امتصاص الكربون كما من شأنه أن يعزز اندلاع العواصف وتسرع ذوبان الجليد القطبي وارتفاع مستوى البحر.
ولفت إلى أن «الظواهر الجوية المتطرفة» خلال هذه السنة أدت إلى خسائر بشرية واقتصادية جسيمة من فيضانات في إفريقيا وآسيا وحرائق في أوروبا وأمريكا الشمالية إلى موجات حر وأعاصير استوائية مميتة كما أثرت سلبا على الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في مناطق عدة من العالم.
وفي هذا السياق قالت الأمين العام للمنظمة سيليستي ساولو في بيان إن «الارتفاع الاستثنائي في درجات الحرارة والزيادة القياسية في غازات الاحتباس الحراري يجعل من الصعب للغاية الإبقاء على معدل الاحترار دون 5ر1 درجة مئوية في السنوات القليلة المقبلة» موضحة في المقابل فإن إعادة درجات الحرارة إلى هذا الحد بحلول نهاية القرن لا تزال ممكنة وضرورية.
وبين التقرير أن مستوى سطح البحر العالمي واصل الارتفاع بمعدل بلغ نحو 1ر4 ميليمتر سنويا بين عامي 2016 و2025 أي ما يقارب ضعف المعدل المسجل في التسعينيات نتيجة تمدد مياه المحيطات وذوبان الجليد.
كما أظهر أن الأنهار الجليدية حول العالم فقدت خلال العام الماضي نحو 450 غيغا طن من الجليد وهي أكبر خسارة مسجلة منذ منتصف القرن الماضي.
وشدد التقرير على ضرورة تبني الدول أنظمة الإنذار المبكر متعددة الأخطار موضحا أن عدد الدول التي تعتمد هذه الأنظمة الحيوية تضاعف منذ عام 2015 ليصل إلى 119 دولة في عام 2024 إلا أن 40 في المئة من دول العالم لا تزال تفتقر إليها.
ودعا إلى تحرك عالمي عاجل ومنسق للحد من الانبعاثات وتعزيز قدرة الدول على التكيف مع تغير المناخ وحماية الشعوب الأكثر ضعفا.





