لجنة أممية تسجل مستويات مذهلة من العنف في دولة جنوب السودان
(كونا) – أكد تقرير لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في دولة جنوب السودان اليوم الجمعة "استمرار العنف بمستويات مذهلة والذي يهدد بالخروج عن نطاق السيطرة في عدة مناطق في البلاد".
وقالت رئيسة اللجنة ياسمين سوكا في مؤتمر صحفي عبر الاتصال المرئي "إن نطاق العنف وحجمه اللذين وثقههما اللجنة في عام 2020 تجاوزا بكثير مثيلاتهما بين عامي 2013 و2019".
وأوضحت ان "اللجنة وثقت بعض أكثر الهجمات وحشية على مدى السنوات السبع الماضية لا سيما في ولايتي (واراب) و(جونقلي) اللتين شهدتا تصعيدا في النزاع ما أدى إلى إحراق المنازل بشكل منهجي ومتعمد".
وبينت أن المدنيين أجبروا على الفرار والكثيرين يلقون مصرعهم بينما تتعرض النساء والفتيات للاختطاف والاغتصاب والاستعباد الجنسي وفي بعض الحالات يتم تزويجهن بالإكراه.
وأضافت ان الأطفال الذكور يجبرون على القتال وفي بعض الحالات يتم الزج بهم في الصراعات بين الجماعات المتنافسة.
وأعربت سوكا عن قلقها من حجم التسليح المتطور والمنسق للجماعات المسلحة "ما يؤكد ان هذا الاستعداد العسكري ليس من قبيل الصدفة".
ووجد التقرير "أن الدافع وراء هذه الاشتباكات يشمل التنافس على السلطة والأراضي والوصول إلى الموارد ومناجم الذهب المربحة وتحصيل الضرائب غير القانونية والأموال عن طريق الابتزاز".
كما سلط التقرير الضوء على الانتقام من الأشخاص المشتبه بهم أو المتهمين بدعم أطراف معارضة.
من جانبه قال عضو اللجنة أندرو كلافام في المؤتمر الصحفي ذاته ان " حجم العنف المسلح والأسلحة الحديثة التي تستخدمها الجماعات المحلية يشير إلى تورط قوات دولة جنوب السودان أو جهات خارجية في الصراع".
وأكد ان العديد من الانتهاكات هي انتهاكات لحقوق الإنسان وقد ترقى أيضا إلى جرائم بموجب القانون الدولي المدرجة في مشروع النظام الأساسي للمحكمة المختلطة لجنوب السودان.
ولفت كلافام إلى شبه غياب تام للمساءلة عن مثل هذه الانتهاكات في جنوب السودان مطالبا الحكومة بالتوقيع دون مزيد من التأخير على مذكرة التفاهم مع الاتحاد الأفريقي الذي سينشئ محكمة لمحاسبة المتورطين في تلك الانتهاكات.
ومن المقرر أن تقدم اللجنة تقريرها إلى الدورة ال46 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان التي ستنطلق في 22 فبراير الجاري حتى 23 مارس المقبل عبر الاتصال المرئي بسبب القيود المفروضة لمكافحة الفيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19).