لقاح كورونا وأكاذيب العقم.. تقارير تفيد بامتناع النساء عن أخذ التطعيم
(الحرة) – رغم عدم وجود أدلة علمية، إلا أن العديد من النساء يتخوفن من الحصول على لقاح كورونا بسبب اعتقادهن بأنه يسبب العقم، بحجة أن اللقاح يتسبب في مهاجمة الجهاز المناعي للمشيمة.
واستطاعت مثل هذه المعتقدات أن تتسلل ليس فقط للنساء العاديات، بل إلى طبيبات، كانت قناعتهم أول مرة بأن خطر العقم وارد بسبب لقاح كورونا، وفق تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
ومنذ نوفمبر الماضي، بدأت منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر على لسان من يدعون أنهم خبراء ومختصين بأن اللقاح يحتوي على بروتين شائك يسمى "سينسيتين-1"، وهو حيوي لتكوين المشيمة البشرية عند النساء، وزعموا أنه قد يتسبب بالعقم لدى النساء لمدة غير محددة، وأن الأجسام المضادة ستهاجمه وتقضي عليه.
وتتألف البروتينات من سلسلة من الأحماض الأمينية تختلف باختلاف أنواع البروتين، وبروتين سينسيتين-1 هو من البروتينات المساهمة في تكوين المشيمة لدى النساء، وبتدريب الجسم على تكوين استجابة مناعية تهاجم البروتين الفيروسي، سيؤدي إلى مهاجمة بروتين المشيمة والتسبب بالعقم، بسبب تشابه في جزء صغير بين الأحماض الأمينية المكونة للبروتينين، وفقا للادعاءات الزائفة.
إحجام نساء يعملن في القطاعات الطبية عن أخذ لقاح كورونا، لم تكن متوقعة أمام الأجهزة الصحية، خاصة وأنهن يشكلن نسبة كبيرة من العاملين في المجال الصحي.
الطبيب فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة، عبّر لصحيفة واشنطن بوست عن قلقه من هذا الأمر، خاصة مع انتشار المعلومات غير الصحيحة على الإنترنت حول العقم ولقاح كورونا.
وأشار إلى أن غالبية من يعبرون عن ترددهم في أخذ اللقاح هم من النساء اللاتي في سن الإنجاب.
ويقول أطباء ومختصون إن "أسطورة العقم"، هي إحدى الأسباب التي يتردد بسببها الناس في أخذ اللقاح، خاصة وأن التجارب السريرية لم تشمل الحوامل أو الأمهات المرضعات، وهو ما جعل انتشار المعلومات الخاطئة أسرع على شبكات التواصل.
وفي تقرير سابق لوكالة فرانس برس، قالت داسانتيلا غوليمي كوترا، وهي متخصصة في العلوم الميكروبيولوجية في جامعة يورك إن المخاوف من احتمال أن تهاجم الأجسام المضادة للبروتين الفيروسي بروتين المشيمة ضئيلة جدا، لأن سلسلة الأحماض الأمينية المتطابقة بينهما صغيرة جدا.
وأشارت إلى أن الجهاز المناعي للإنسان يتعرف إلى البروتين المستهدف كاملا، ولا تقتصر العملية على سلسلة قصيرة من الأحماض الأمينية فقط.
أنيت بيك سيكينجر، من جامعة لايبزيغ، قالت لو كانت فرضية سينسيتين-1 صحيحة، لكانت كل امرأة حامل أصيبت بكوفيد-19 تعاني من العقم، وهذه ليست الحال.
أكيكو إيواساكي، متخصصة في المناعة في جامعة ييل، تؤكد أن هذا الاعتقاد الخاطئ يسبب عاصفة من الارتباك والتردد بين النساء، ولكن فكرة العقم بسبب لقاح كورونا لا "أساس علمي" لها على الإطلاق.
وكانت شركات فايزر-بيونتيك وموديرنا قد أكدتا أنه لا يوجد أي تشير إلى أن لقاح كورونا يسبب العقم.
وأظهرت البيانات الأخيرة أن 12 امرأة ممن خضعن للاختبارات السريرية أصبحن حوامل بعد أخذ اللقاح.