الليرة في أدني مستوياتها ولبنان على حافة الانفجار
انخفضت قيمة الليرة اللبنانية إلى مستوى غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي قبل عام ونصف العام، إذ لامس سعر الصرف في مقابل الدولار عتبة العشرة آلاف في السوق السوداء، فيما لا تزال قيمة الصرف الرسمية ألف وخمسمئة ليرة للدولار الواحد. ما دفع بعشرات المحتجّين إلى قطع الطرقات وإشعال الإطارات وخرجت مظاهرات في عدة مناطق، في بيروت وطرابلس وفي صيدا والبقاع. وردد المتظاهرون الغاضبون الشعارات نفسها التي كانت تملأ الساحات لدى انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد الطبقة الحاكمة في 17 أكتوبر 2019.
يأتي الانخفاض الجديد في قيمة الليرة في وقت بدأ فيه مصرف لبنان بتدقيق الوضع المالي للبنوك، على خلفية ضغوط دولية لإعادة هيكلة القطاع. وكان أمام المصارف اللبنانية مهلة حتى يوم الأحد لزيادة رأسمالها بنسبة 20?، بهدف تعزيز مستوى السيولة والقدرة على الوفاء، تطبيقاً للإجراءات الجديدة التي طالب بها البنك المركزي.
وقد أدى انخفاض قيمة العملة المحلية إلى زيادة كبيرة في الأسعار منذ العام الماضي حيث بات نصف السكان تحت خط الفقر خاصة وأن الأزمة المالية تضاف الى الأزمتين السياسية والصحية مع عدم القدرة على تشكيل حكومة، وفضيحة تلقي السياسيين وحاشياتهم للقاح قبل المواطنين في حين باتت المستشفيات غير قادرة على استقبال المزيد من المصابين بالكوفيد 19 إضافة الى النقص في الأدوية ما دفع بالمواطنين الى تخزين قوارير الأوكسيجين في منازلهم تحسباً لحصول طارئ.
هذا الواقع الذي يزداد تأزماً يضع لبنان على مشارف الانفجار الاجتماعي. والتساؤل مشروع بشأن قدرة المواطن على الصمود بعد عام ونصف من الانحدار أكثر فأكثر الى الهاوية.