فاوتشي يحذر: تخلي ولايات أميركية عن ارتداء الكمامات محفوف بالمخاطر
(الحرة) – حذر خبير الأمراض المعدية، ومستشار البيت الأبيض، الطبيب أنتوني فاوتشي، من تخفيف تدابير السلامة العامة في ظل ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا، لكن يمكن فقط تقليل مسافات التباعد الاجتماعي من مترين إلى متر واحد.
وقال فاوتشي في مقابلات مع شبكات تلفزيون أميركية، إن تحسن بعض المؤشرات المتعلقة بالإصابات بكورونا، لا تعني "الانتصار" على الجائحة، ولكنها خطوة في الاتجاه الصحيح.
وكانت 12 ولاية مؤخرا قد أعلنت تخفيف أو وقف إجراءات التدابير العامة المتعلقة بكورونا، بما فيها ارتداء الكمامات في بعض الولايات.
وأشار في برنامج "ميت ذا بريس" على شبكة "أن بي سي" نيوز، إلى أنه لا يمكن إعلان الفوز والنجاح ضد هذا الفيروس إلا عندما نصل إلى منطقة النهاية والخلاص منه وليس قبل ذلك.
وأبدى مخاوفه من حدوث انتكاسة في تحسن مؤشرات الإصابات بكورونا بالتراجع، لنشهد ارتفاعا جديدا في الأعداد، مؤكدا أنه "عندما يسمع البعض يقولون في ولايات أميركية إنه لا مزيد من ارتداء الكمامات، فهذا عمل محفوف بالمخاطر بالضرورة".
وتظهر الأرقام تراجع معدلات الإصابة اليومية عند 60 ألف إصابة، وهذا ما يقلق فاوتشي، إذ كلما تراجعت الأرقام في الولايات المتحدة إلى هذا المستوى، نعود ونشهد ارتفاعا كبيرا في الأعداد من جديد.
ودعا فاوتشي الأميركيين إلى عدم "تسيس" الرغبة في أخذ اللقاح، خاصة بعدما أظهرت استطلاع للرأي أن داعمين للرئيس السابق، دونالد ترامب، لا يرغبون بأخذ لقاح كورونا.
من جهة أخرى قال فاوتشي خلال مقابلة مع شبكة "سي أن أن" إن تقليل مسافة التباعد الاجتماعي إلى متر واحد ستكون كافية للحد من الإصابة بكورونا، بحسب وكالة فرانس برس.
وذكر فاوتشي أن خبراء في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يختبرون دراسة من مركز طبي في ولاية ماساتشوستس وجدت أنه "ليس هناك فارق كبير" في الإصابات بكوفيد-19 بين المدارس التي تفرض تباعدا من متر واحد وتلك التي تعمتد المترين.
وأكد أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لا تزال تدرس البيانات الجديدة وتقوم باختباراتها، التي قال إن نتائجها ستصدر "قريبا".
واعتمدت قاعدة المترين للتباعد الاجتماعي على نطاق واسع عالميا لمنع انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى وضع الكمامات وغسل اليدين.
ويواجه مسؤولو التعليم في أرجاء العالم ضغوطا هائلة لفتح مرافقهم بشكل كامل في أقرب وقت ممكن بأمان، لكن الكثير منهم قالوا إن شرط المترين يجعل الأمر صعبا للغاية من دون وجود قاعات تدريس إضافية أو تقصير مدة اليوم الدراسي.
وأصرت عدد من نقابات المدرسين أيضا على الالتزام بمبدأ المترين.
وتتفاوت سياسات إعادة فتح المدارس والمطاعم والأعمال بشكل كبير في الولايات المتحدة وحول العالم، فيما تحاول الحكومات الموازنة بين الحد من العدوى وبين العودة للحياة الطبيعية.
وخلصت الدراسة التي قادها مركز بيث ديكونيس الطبي في ماساتشوستس، وشملت 251 منطقة تعليمية، إلى أنه "ليس هناك فارق كبير في عدد حالات كوفيد-19 بين التلاميذ أو المدرسين" بين المدارس التي تتبنى قاعدة المترين وتلك التي تتبنى قاعدة المتر الواحد طالما وضع الجميع كمامات.
وأضافت نتائج الدراسة المنشورة في مجلة الأمراض المعدية السريرية لعدد من الأدلة التي تؤكد أن معدلات الإصابة منخفضة في المدارس.
وسيكون لتطبيق قاعدة متر واحد للتباعد الاجتماعي تأثير كبير على آفاق فتح المدارس والمكاتب بل حتى الأماكن العامة كالملاعب الرياضية في شكل كامل.