سفير الصين لدى البلاد: ذكرى تأسيس علاقاتنا الدبلوماسية مع الكويت يوم استثنائي في تاريخنا
سفير الصين لدى البلاد: ذكرى تأسيس علاقاتنا الدبلوماسية مع الكويت يوم استثنائي في تاريخنا
(كونا) — قال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الكويت لي مينغ قانغ أن 22 مارس 1971 يعتبر يوما استثنائيا في تاريخ العلاقات الصينية الكويتية إذ أقام البلدان العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء رسميا وأصبحت الكويت أول دولة عربية في الخليج تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين.
جاء ذلك في كلمة للسفير قانغ في حفل استقبال افتراضي أقيم اليوم الاثنين بمناسبة الذكرى ال50 لإقامة علاقات دبلوماسية بين الصين والكويت بمشاركة مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون آسيا السفير علي السعيد.
واضاف قانغ انه خلال السنوات ال50 الماضية صمدت العلاقات الصينية الكويتية أمام التحديات الناجمة عن تغيرات الأوضاع الدولية المتسارعة مبينا اهمية هذه العلاقات التي حافظت على نموها المستقر بفضل رعاية وريادة القيادات المتتالية للبلدين وجهودها المشتركة.
وأكد أن ذلك يرتكز على الثقة الاستراتيجية المتبادلة التي "لا تتزعزع والصداقة الخالصة الحقيقية" باهتمام ورعاية جميع الشخصيات من مختلف الأوساط التي تسعى إلى الدفع بتنمية علاقات الصداقة بين البلدين في شتى المجالات.
وذكر أن الأعوام ال50 شهدت تعميقا متواصلا للثقة السياسية المتبادلة مبينا انه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية والجانبان يلتزمان بالاحترام المتبادل والتعامل على قدم المساواة ويتبادلان التفهم والدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الحيوية لبعضهما البعض.
وقال السفير قانغ إن العام الحالي يصادف الذكرى الثالثة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والكويت والتي أدخلت الصداقة والتعاون بين الجانبين عصرا جديدا في حين شهدت الأعوام ال50 توسيعا مستمرا للتعاون المتبادل المنفعة.
واشار الى أن الكويت تعد أول دولة في منطقة غربي آسيا وشمالي إفريقيا توقع مع الصين على وثائق التعاون في إطار (الحزام والطريق).
وتابع انه في السنوات الأخيرة قام البلدان بتسريع وتيرة المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية وكسبا نتائج مثمرة في المجالات الاقتصادية والتجارية والتمويلية والطاقة والبنية التحتية وغيرها من المجالات.
ولفت الى أن الصين ظلت ولسنوات عديدة متتالية أكبر مصدر للواردات الكويتية وأكبر شريك تجاري للكويت في المجال غير النفطي.
وذكر أنه في عام 2020 بلغ حجم التجارة الثنائية 3ر14 مليار دولار أمريكي ما يساوي أكثر من 70 ضعفا لما كان عليه عند إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وبالإضافة إلى ذلك فإن الكويت مصدر مهم تستورد منه الصين النفط الخام.
وقال ان "الأعوام ال50 شهدت تعزيزا حيويا للتبادل الإنساني والثقافي وكما يقول مثل صيني: "وإن كان يفصلنا ألف ميل فالتعارف يخلق بيننا جيرة وقربا" فنجد أن البلدين قد شهدا زيارات متبادلة عديدة بين فرق الثقافة والفنون لهما وتشغيل الخط الجوي المباشر بينهما ومن المتوقع أن يتم إنشاء مركز الثقافة الصينية في الكويت قريبا".
واوضح أن الصين بعثت إلى الكويت أكثر من 200 شخص من أعضاء الفريق الطبي منذ عام 1976 لتقديم خدمات التشخيص والعلاج للمرضى في الكويت وفي وجه الجائحة المفاجئة ظلت الصين والكويت تتضامنان وتتآزران بروح الفريق الواحد وجسدتا المعاني العميقة لمجتمع المستقبل المشترك للبشرية عبر أفعالهما على الأرض لاسيما عبر التعاون لمكافحة الجائحة وأبرزتا الصداقة الوثيقة بين شعبي البلدين.
وأشاد السفير قانغ بالشعب الكويتي الذي يعمل على الدفع بترجمة رؤية (الكويت 2035) على أرض الواقع وبناء دولة أكثر تقدما وازدهارا تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وفي الوقت نفسه يبذل البلدان جهودا دؤوبة جنبا إلى جنب مع وضع ما يتطلع إليه شعبيهما من خلق حياة جميلة على عاتقهما واتخاذ الدفع بتضامن وتعاون المجتمع الدولي وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية أهدافا مشتركة.
وشدد على أن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب الكويتي معا على تنفيذ التوافقات المهمة بين قيادتي البلدين بأبهى صورتها ودفع تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الكويتية في العصر الجديد لتحقيق المزيد من الإنجازات الباهرة يدا بيد في الأعوام ال50ـ المقبلة.
ومن جانبه أكد السفير السعيد أن الكويت تولي أهمية بالغة لتعزيز علاقتها مع الصين بالنظر إلى أسسها الراسخة التي أرسى دعائمها قيادتا البلدين وتجلى ذلك من خلال تبادل رسائل التهنئة بين سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله وسمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله مع الرئيس الصيني شي جيبينغ.
وقال السعيد إن هذه الذكرى تحمل في مضامينها مشاعر التمنيات الصادقة بهذه المناسبة و"يطيب لي أن أعرب للجميع عن أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الكبيرة وعن اعتزازي بالعلاقات التاريخية الراسخة والمتميزة والمتطورة التي تربط الكويت بالصين مستذكرين بكل فخر واعتزاز انطلاق العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الصديقين عام 1971".
وأضاف أن ما يشهده البلدان من تعاون قائم وبناء في مختلف المجالات لاسيما الاستثمار والتجارة والنفط وبمشاركة الشركات الصينية في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في الكويت ومن تبني مبادرات طموحة مثل مبادرة الحزام والطريق أثمرت لبناء شراكة وطيدة بين بلدينا.