البرلمان الأوروبي يشيد بالاعتدال السياسي الذي تتمتع به الكويت
– إعلان «العلا» خطوة مهمة نحو جعل الشرق الأوسط ومجلس التعاون أكثر استقراراً
– أشاد بجهود سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في نزع فتيل التوترات الإقليمية
(كونا) – أشاد البرلمان الأوروبي اليوم الخميس بالاعتدال السياسي الذي تتمتع به دولة الكويت فيما وصف إعلان قمة (العلا) الخليجية التي عقدت بالسعودية بأنه خطوة مهمة نحو جعل الشرق الأوسط أكثر استقرارا ومجلس التعاون الخليجي أكثر تماسكا.
جاء ذلك في كلمة ألقتها رئيسة وفد العلاقات مع دول شبه الجزيرة العربية بالبرلمان الأوروبي هانا نيومان في افتتاح ندوة عبر (الاتصال المرئي) على الانترنت استضافها البرلمان الأوروبي حول العلاقات بين العراق ومجلس التعاون الخليجي تحت عنوان (الوضع الحالي والأفاق المستقبلية).
وقالت نيومان خلال الندوة التي نظمها وفدا البرلمان الأوروبي للعلاقات مع العراق والعلاقات مع شبه الجزيرة العربية إن إعلان (العلا) الصادر عن قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها ال41 في السعودية في يناير الماضي «يمثل خطوة هامة نحو جعل الشرق الأوسط أكثر استقرارا ومجلس التعاون الخليجي أكثر تماسكا كما أنه يمثل بارقة أمل بالنسبة للعراق».
ورحبت بالقرار الذي اتخذته السعودية والإمارات مؤخرا بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع العراق وفتح خطوط الاستثمار امام بغداد.
وتطرقت إلى الغزو العراقي لدولة الكويت في 1990 والخسائر الاقتصادية الهائلة التي تكبدتها وفقدان العديد من أرواح أبنائها.
وقالت إن دولة الكويت تنتهج «الاعتدال السياسي» موضحة أن «تعاطي الكويت حتى اليوم كان مثاليا ليس بدعم العراق ماليا فحسب بل أيضا بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والمساعدة من خلال القنوات الدبلوماسية».
وأشادت في هذا الصدد بجهود سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد في نزع فتيل التوترات الإقليمية والوساطة بين الأطراف المتصارعة.
وبينت أن «هذا يدل على أن حسن النية والمصلحة المشتركة يمكنان الدول التي كانت أعداء من طي صفحة الماضي والعمل لصالح مواطنيها والأجيال المقبلة».
وأشارت نيومان إلى أنها التقت برئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في بروكسل الأسبوع الماضي معربة عن سعادتها بالاجتماع معه مباشرة وعن أملها في أن يتمكن الوفد الذي تترأسه من زيارة الكويت نهاية العام الجاري.
وشددت على أن «الاجتماع مع الغانم ركز على كيفية تعزيز التعاون بين البرلمان الأوروبي ودولة الكويت فضلا عن الشراكة مع مجلس التعاون الخليجي في القضايا الإقليمية مثل فلسطين وإيران والوضع الجغرافي والسياسي في منطقة الخليج».
وبشأن محور الاجتماع قالت نيومان «إن جميع دول مجلس التعاون الخليجي تولي أهمية كبرى للعلاقات مع العراق إذ يشتركون معا في اللغة والثقافة والتاريخ ويتمتعون بشراكة اقتصادية وتجارية وتجمعهم نفس الأهداف الاستراتيجية في المنطقة».
من جانبه قال نائب رئيس وفد البرلمان الأوروبي المعني بالعلاقات مع العراق دومينيك رويز ديفيسا «إن مجلس التعاون الخليجي شريك اقتصادي وسياسي طبيعي للعراق وهناك أساس لإقامة روابط أقوى ومصلحة مشتركة بينهم».
وأشاد بدور الكويت لاستضافتها مؤتمرا بشأن إعادة إعمار العراق في عام 2018 مثنيا على الخطوات التي اتخذها العراق مؤخرا لتعزيز التفاهم وإقامة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وبدوره قال مدير مركز الخليج للأبحاث بجنيف كريستيان كوخ في مداخلته إن معالم العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق تغيرت في السنوات الأخيرة إذ بدأ مجلس التعاون في فتح حوار استراتيجي شامل مع العراق عام 2019 وضع خلالها خطه خماسية تستند على جهود مشتركة ثلاثية الأبعاد هي الأمن السياسي والتجارة والاستثمار وتعزيز العلاقات بين الشعوب.
وأضاف أن زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى السعودية والإمارات في نهاية مارس ومطلع ابريل الماضين تؤكد نوايا الجانبين بفتح فصل جديد في العلاقات الثنائية.
وأشار إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي هما الجهتان الرئيسيتان في تقديم المعونة الإنمائية والإنسانية إلى العراق وعليها المشاركة في جهود إعادة الإعمار داخل العراق كجزء من استراتيجية أوسع نطاقا للتنسيق بين المانحين.
واقترح كوخ في هذا الصدد تعزيز السعي لربط العراق بشبكات كهرباء دول مجلس التعاون الخليجي نظرا لأهمية القطاع للعراق ولا سيما في المنطقة.
واكد أن قيام العراق بدور إيجابي في تطوير علاقاته مع مجلس التعاون الخليجي وإعادة بنائه أمر أساسي له داعيا الاتحاد الأوروبي إلى القيام بدور أكثر نشاطا لإرساء الأمن في العراق.
من جانبه قال الوكيل الأقدم لوزارة الخارجية العراقية نزار الخيرالله في مداخلته إن العراق اتخذ خلال السنوات الأخيرة خطوات للتطبيع الاستراتيجي للروابط والتعاون مع بلدان مجلس التعاون الخليجي.
ودعا الخيرالله الذي يرافق رئيس الوزراء العراقي في زيارته الحالية إلى بروكسل إلى توسيع نطاق التعاون بين العراق وبلدان الخليج في جميع القطاعات بما في ذلك التجارة والاستثمار والثقافة.
واكد أن «هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به ونحن على استعداد لتطوير هذا النوع من العلاقات ومن الضروري إقامة حوار أمني إقليمي.. نحن بحاجة إلى الجلوس معا والتحدث لبناء الثقة «.
وفيما يتعلق بعلاقات العراق مع جيرانه قال الخيرالله ان هناك بعض النقاط العالقة «لكننا نبني الثقة ونتفاوض على جميع القضايا» لافتا في الوقت نفسه إلى استضافة دولة الكويت «مؤتمرا كبيرا للاستثمار في العراق».
ورحب باستثمارات بلدان خليجية أخرى مثل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات في العراق مؤكدا أن «استقرار العراق مهم لدول الخليج وأن أمن الخليج مهم للعراق».
ولفت إلى أن بغداد ترغب في المساهمة الإيجابية في الأمن الإقليمي فيما اختتم مداخلته بالإعراب عن اهتمامه ب»إيجاد نوع من التكامل بين العراق ومجلس التعاون الخليجي».
من جانبه أكد سفير دولة الكويت لدى بلجيكا ورئيس بعثتيها لدى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي (ناتو) جاسم البديوي في مداخلته «أن العراق بحاجة إلى جميع أنواع الدعم «.
وقال السفير البديوي «إن الكويت والعراق تربطهما علاقة قوية وخاصة إلا أن تلك العلاقة بعد غزو العراق في عام 1990 كانت تحكمها لجنة تابعة للأمم المتحدة».
وأضاف «الآن يحكم تلك العلاقة العديد من الجوانب الجيدة خاصة من قبل لجنة وزارية ذللت على كل القضايا والتي لا يزال بعضها بترسيم الحدود البحرية اذ ترى الكويت أن بوسع كلا الطرفين التوصل الى حل للقضية».
ودعا إلى إجراء حوار مستمر بين العراق وبلدان مجلس التعاون الخليجي لتعزيز العلاقات حاثا أوروبا على مواصلة دعم العراق بصفة خاصة خلال الانتخابات في أكتوبر المقبل.
من جانبه حث سفير المملكة العربية السعودية لدى الاتحاد الأوروبي سعد العريفي في مداخلته أوروبا على القيام بدور نشط والمشاركة في المساعدة على تحقيق الاستقرار في العراق.
وقال العريفي «إن العراق بلد كبير في منطقتنا وجار مهم لدول مجلس التعاون وتجمعنا به علاقات جيدة للغاية مشيرا الى دور بلاده في المشاركة في تعزيز تنمية العراق واستقراره.
كما شهدت الندوة مداخلات من سفراء دول مجلس التعاون الخليجي قطر والبحرين والسكرتير الأول للإمارات العربية المتحدة في بروكسل عبر الانترنت دعوا فيها إلى ضرورة توثيق العلاقات والتعاون بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي.