تهريب مخدر الـ «كبتاغون» يهدد صادرات لبنان الزراعية
– تعليق السعودية الاستيراد شكل ضربة قوية للمزارعين
– النتائج الأولية للتحقيقات أشارت إلى أن صناديق الرمان التي احتوت على المخدرات أدخلت من سوريا إلى لبنان
علقت السعودية عملية استيراد الفواكه والخضار من لبنان بعد اكتشاف أكثر من خمسة ملايين حبة من مخدر الـ”كبتاغون” مخبأة في صناديق الرمان. فسلطت عملية تهريب «المؤثرات العقلية» الضوء على الخلل في سلك جمارك لبنان حيث تزدهر هذه “التجارة” غير الشرعية.
شكل قرار المملكة العربية السعودية تعليق عملية استيراد الفواكه والخضار من لبنان ضربة قوية لمزارعي هذه البلاد التي تعيش أزمة اجتماعية واقتصادية خانقة.
ودخل الحظر السعودي حيز التنفيذ في 25 أبريل الماضي بعد أن ضبطت الجمارك السعودية كميات هائلة من حبوب مخدر الـ “كبتاغون” مخبأة في صناديق الرمان، ما يزيد من هشاشة الاقتصاد اللبناني.
تهديدات على القطاع الزراعي اللبناني
ويخشى الآن المزارعون اللبنانيون أن يشكل القرار السعودي الضربة القاضية لقطاع متأزم. فبلاد الأرز تصدر سنويا نحو 55% من منتجات القطاع إلى دول الخليج حسب نقابة المزارعين اللبنانيين، وبلغت قيمة الصادرات إلى السعودية 29.3 مليون دولار في العام 2020 حسب موقع الجمارك اللبنانية.
وأكدت الكويت والإمارات العربية المتحدة وعمان والبحرين دعمها للرياض دون أن تعلن إجراءات مماثلة بحق لبنان. ففي حال أقدمت على القيام بنفس الخطوة، فهذا سينعكس بشكل خطير على القطاع الزراعي اللبناني الذي يشكو من شح الدولار في البلاد وهي العملة المعتمد عليها.
عجز سلطات لبنان على فرض رقابة جمركية ناجعة
أعاد القرار السعودي إلى الواجهة النقاش حول معضلة التهريب عبر الحدود عبورا بلبنان وضرورة تعزيز إجراءات الرقابة. من جهته دعا الرئيس اللبناني ميشال عون بعد عقد اجتماع في 26 أبريل الماضي، الرياض إلى التراجع عن قرارها، متعهدا بتعزيز مكافحة التجارة غير الشرعية.
وأعلنت قوات الأمن اللبنانية في الفترة الأخيرة حجز معدات لصنع حبوب الـ”كبتاغون” في بعلبك. كما قامت بتوقيف أربعة أشخاص لهم علاقة بشركة وهمية أدخلت الرمان إلى لبنان.
وتشير النتائج الأولية للتحقيقات التي قامت بها الجمارك اللبنانية حسب صحيفة “ لوريان لو جور” إلى أن صناديق الرمان التي كانت تحتوي على مادة الـ”كبتاغون” أدخلت من سوريا إلى لبنان قبل أن يتم تصديرها إلى السعودية.
“تورط حلفاء دمشق بلبنان”
وعرفت عمليات تهريب السلع بين سوريا ولبنان ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب غياب مراقبة ناجعة على الحدود وتعدد نقاط العبور غير الشرعية بين البلدين. من ناحيته، أوضح إبراهيم ترشيشي، رئيس تجمع مزارعي البقاع أن لبنان لا ينتج الرمان. فقال” لسنا في موسم الرمان ونحن لا نصدر هذه الفاكهة عادة. تم استيرادها من سوريا عبر شركة وهمية. وصلت الفواكه من سوريا في 26 يناير الماضي على متن شاحنات دخلت من معبر مصنع”.
وأضاف “لقد تم تكديس هذه الفواكه في مستودع بالبقاع قبل أن تصل إلى مرفأ بيروت. أعتقد أن المخدرات كانت مخبأة بداخل الرمان قبل وصولها إلى لبنان”، مشيرا “للأسف المزارعون اللبنانيون هم الذين يدفعون ثمن هذا التهريب”.
من جهته، يرى مروان حمادة، وهو وزير سابق ونائب مستقيل، أن تورط حلفاء دمشق في لبنان لا شك فيه، مذكرا أنه سبق وأن “وجهت عديد المرات أصابع الاتهام لحزب الله بشأن عملية تهريب مخدر الـ”كبتاغون” في المنطقة” موضحا أن “الحظر السعودي هو بمثابة إنذار للبنان”.
وأضاف هذا السياسي المعروف بمواقفه المناهضة للنظام السوري “تجارة المخدرات تحولت إلى مصدر رزق أساسية للحزب الشيعي منذ أن أصبحت إيران غير قادرة على تمويله”، مشيرا إلى أن “تصدير المخدرات إلى بعض الدول يدخل في إطار الخطة الاستراتيجية الهجومية الشاملة التي يتبعها حزب الله”.
وأنهى قوله “السعوديون لا يشكون فقط من حبوب “كبتاغون” بل أيضا من الراديوهات والتلفزيونات التابعة لحزب الله التي ترسل بثها نحو البحرين واليمن بواسطة أقمار صناعية روسية “ محذرا من مغبة عزل لبنان عن المجتمع الدولي في حال استمرت “البلاد في تجاهل خطورة الوضع”.