وسط اجواء من التفاؤل .. مجلس الأمن يناقش غدا في جلسة مغلقة الوضع في سوريا
(كونا) – يعقد مجلس الامن غدا الاثنين جلسة مغلقة حول الوضع السياسي في سوريا تعتبر الاولى من نوعها منذ اعتماد المجلس بالاجماع القرار 2585 في التاسع من يوليو الجاري والذي جدد تفويض الية ايصال المساعدات الانسانية عبر الحدود الى سوريا.
ويسمح القرار رقم 2585 لوكالات الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني بمواصلة استخدام معبر (باب الهوى) على الحدود السورية – التركية لمدة ستة أشهر حتى 10 يناير 2022 مع تمديد ستة أشهر إضافية حتى 10 يوليو 2022 مع استمرار اصدار التقرير الموضوعي للأمين العام مع التركيز بشكل خاص على الشفافية في العمليات والتقدم المحرز في الوصول عبر الخطوط في تلبية الاحتياجات الإنسانية.
وكان اعتماد القرار أول تجديد بالاجماع للمجلس للآلية عبر الحدود منذ ديسمبر 2016 وتم الترحيب به على نطاق واسع باعتباره لحظة مهمة في العلاقات الروسية – الأمريكية وكلحظة نادرة لوحدة المجلس بشأن الملف السوري.
وفي حديث إلى المجلس بعد اعتماد القرار أشاد معظم أعضاء المجلس بالتعاون البناء الذي مكن من الموافقة بالإجماع على القرار 2585 وقال الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبينزيا "إننا نشهد لحظة تاريخية ونأمل أن يكون هذا التعاون من اليوم نقطة تحول".
وفي سياق ديناميكيات المجلس التي تبدو واعدة بشأن سوريا قد يرغب اعضاؤه في استخدام التنسيق المغلق لاجراء مناقشة صريحة مع المبعوث الاممي غير بيدرسن حول كيفية استثمار روح التعاون التي ظهرت في 9 يوليو في التقدم على المسار السياسي وتنفيذ القرار رقم 2254.
ويدعو القرار 2254 المؤرخ في 18 ديسمبر 2015 من بين أمور أخرى إلى وضع دستور جديد لسوريا وإجراء الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة ومن المرجح أن يكرر بيدرسن وجهة النظر التي أعرب عنها عند إحاطة المجلس في 25 يونيو عندما ذكر أن وحدة المجلس ضرورية لتجديد الآلية عبر الحدود وللعملية السياسية.
ورحب بيدرسن باعتماد القرار 2585 في 9 يوليو وأعرب عن أمله أن يكون "القرار بداية لبناء المزيد من الوحدة الدولية" وشدد على أن "الدول الرئيسية" وجدت "أرضية مشتركة" بعد اتباع "دبلوماسية رفيعة المستوى" وهو الموضوع الذي شدد عليه في مناسبات عديدة.
ومن المرجح أيضا أن يطلع بيدرسن أعضاء المجلس على جهوده الأخيرة للترويج لمبادرته لإجراء حوار دولي حول سوريا وفي الإحاطة التي ألقاها في 25 يونيو أشار إلى أن مثل هذا الحوار يهدف إلى "مناقشة الخطوات الملموسة التي ينبغي أن تكون متبادلة ومحددة بالواقعية والدقة مع امكانية التحقق من تنفيذها بالتوازي".
ومن المرجح كذلك أن يصف بيدرسن مشاركته الثنائية الأخيرة مع المسؤولين الروس والأتراك وتواصله مع الحكومة في دمشق والمعارضة السياسية السورية ونتائج اجتماعاته مع مجموعة واسعة من وزراء الخارجية على هامش الاجتماع الوزاري في 28 يونيو في روما كجزء من التحالف العالمي لهزيمة (داعش).
ويمكنه أيضا إطلاع أعضاء المجلس على مشاركته الإضافية مع أعضاء تنسيق أستانا (روسيا وتركيا وإيران) الذين التقى بهم في كازاخستان يومي 7 و8 يوليو كجزء من الاجتماع الدولي ال16 لصيغة أستانا حول سوريا.
ومن المرجح أن يسعى أعضاء المجلس إلى الحصول على مزيد من التفاصيل حول الردود على اقتراح بيدرسن لزيادة الحوار الدولي خلال مشاركاته الدولية وقد يرغبون في معرفة المزيد عن الشكل والجداول الزمنية المحتملة للحوار المتصور.
ومن المرجح أيضا أن يطلع بيدرسن على التقدم المحرز في تنظيم الجولة السادسة للجنة الدستورية ففي 25 يونيو أخبر بيدرسن المجلس أن اللجنة "لا تعمل بعد على وجه السرعة للتوصل إلى نتائج واستمرار التقدم في تفويضها المتفق عليه".
ومع ذلك قال إنه سعى إلى "تسهيل اتفاق بين الرؤساء المشاركين السوريين" من شأنه أن يسمح لهم بمعالجة "التحديات القائمة" والتي ورد أنها تضمنت الحاجة إلى تحديد سلسلة من الأهداف الواضحة لعمل اللجنة ومنهجية متفق عليها وخطة عمل. وأكد كذلك أنه سيبدأ على الفور التخطيط لعقد دورة سادسة في جنيف فقط بمجرد التوصل إلى مثل هذا الاتفاق ومع ذلك في 7 يوليو قدم بيدرسن نبرة أكثر تفاؤلا بشأن الخطوات التالية للجنة عندما أخبر الصحافة أنه يجري حاليا مناقشات مع الرؤساء المشاركين وأعرب عن أمله أن يتمكنوا قريبا من التوصل إلى اتفاق يمكن أن يجعل الأمر ممكنا.
وقد يخبر بيدرسن المجلس أنه إذا تمكن الرؤساء المشاركون من التوصل إلى مثل هذا الاتفاق فيمكن تنظيم جولة سادسة للجنة الدستورية في أغسطس المقبل.