« الصحة العالمية»: عدم احترام الإجراءات الاحترازية يمنح كورونا فرصة للتحور والانتشار
(كونا) – أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس اليوم الجمعة أن استمرار الاستخدام غير الفعال لتدابير الصحة العامة وعدم احترام إجراءات التباعد الاجتماعي وزيادة الاختلاط كلها عوامل تمنح فرصة لتحور وانتشار فيروس «كورونا المستجد – كوفيد 19».
وقال غيبريسوس في مؤتمر صحفي عبر الاتصال المرئي من مقر المنظمة بمدينة جنيف السويسرية ان الفشل العالمي في تقاسم اللقاحات بشكل منصف يؤدي إلى تأجيج جائحة ذات مسارين ويلقي الآن بثقله على بعض أفقر الناس وأكثرهم ضعفا في العالم.
وأكد أن كل منطقة في العالم لديها دول تواجه الآن زيادة حادة في حالات الإصابة والوفيات مثل العديد من دول أمريكا اللاتينية التي تعاني من انتشار الأوبئة وإفريقيا التي ارتفعت معدلات الاصابات فيها بنسبة 52 بالمئة خلال الاسبوع الماضي وبلغت الزيادة في الوفيات 32 بالمئة.
وأعرب المسؤول الأول عن الصحة في العالم عن قلقه من احتمال ان تزداد الأمور سوءا لاسيما مع عدم المساواة في توزيع لقاح (كوفيد-19).
ولفت الى ان اقل من واحد بالمئة فقط من سكان القارة الافريقية تم تلقيحهم ولذا فإن اللقاحات التي سيتم التبرع بها في العام المقبل ستكون متأخرة جدا بالنسبة لأولئك الذين يموتون اليوم أو يصابون بالعدوى أو المعرضين للخطر.
وأضاف أن أهداف منظمة الصحة العالمية تسعى الى تلقيح ما لا يقل عن عشرة بالمئة من سكان كل بلد بحلول شهر سبتمبر من هذا العام و 40 بالمئة على الأقل بحلول نهاية هذا العام و 70 بالمئة بحلول منتصف العام المقبل.
واكد ان هذه هي المراحل الحاسمة التي يجب أن نصل إليها معا للقضاء على الوباء مشيرا الى ان أكثر من نصف البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط قد تمكنت من تطعيم ما لا يقل عن 20 بالمئة من سكانها بشكل كامل موضحا أن ثلاث دول فقط من بين 79 ذات دخل متوسط ومنخفض وصلت إلى نفس المستوى.
وأشار الى ان منظمة الصحة العالمية لا تتحكم في الإمداد العالمي للقاحات ولذا يجب على البلدان والشركات أن تلعب دورها لإنتاج المزيد ومشاركة المزيد لتحقيق الأهداف العالمية لمنظمة الصحة العالمية.
وقال ان المنظمة ستواصل استكشاف كل السبل لزيادة إنتاج اللقاحات لاسيما في إفريقيا.
ومن جانبها قالت رئيسة الفريق التقني المعني ب(كوفيد-19) بالمنظمة الدكتورة ماريا فان كيرخوف في المؤتمر الصحفي ذاته ان المتحور (دلتا) اصبح منتشرا في 80 دولة حول العالم.
واكدت أن الطفرات المثيرة للقلق تظهر زيادة في قابلية انتقال العدوى ما يعني وجود طفرات تسمح للفيروس بالالتصاق بالخلايا وإصابتها بسهولة أكبر ما يعني إصابة عدد أكبر من الأشخاص بسرعة.
وقالت ان هذا المتحور وما سيأتي بعده يمكن أن يثقل كاهل النظام الصحي مرة أخرى بعد زيادة الاقبال على المستشفيات.