«النفط»: تشغيل مرافق استيراد الغاز المسال بالزور «حدث استثنائي» في تاريخ القطاع
(كونا) – قالت مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الشيخة تماضر خالد الأحمد الصباح إن تشغيل مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال الدائمة في منطقة الزور يعد "حدثا استثنائيا" في تاريخ القطاع النفطي باعتباره المشروع الأول في الكويت والأكبر في العالم من حيث السعة التخزينية مشيدة بالجهود الجبارة التي عملت على هذا المشروع طوال السنوات الماضية.
وأضافت الشيخة تماضر في مداخلة لها خلال حلقة نقاشية افتراضية حول مشروع الكويت للغاز المسال نظمتها إدارةالعلاقات العامة في الوزارة اليوم الثلاثاء أن المشروع يلبي احتياجات الكويت الحالية والمستقبلية من الطاقة النظيفة عبر توفير الوقود الأمثل لمحطات توليد الكهرباء خصوصا في فصل الصيف وفي أوقات الذروة وللسوق المحلي أيضا.
وأشادت بالتنسيق المستمر والدائم بين وزارة النفط وكافة الشركات النفطية "الزميلة" في تنظيم الحلقات النقاشية لاستعراض أهم المشاريع التي تنفذها الكويت لتنمية الصناعة النفطية لا سيما التنسيق مع الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك) في استعراض مشروع الغاز المسال.
وأعربت عن أملها في أن يتم الانتهاء من كل المشاريع التي يعمل عليها القطاع النفطي قريبا لتحدث قيمة مضافة للاقتصاد الكويتي ضمن رؤية البلاد (كويت جديدة-2035).
من جانبه قال مهندس أول التخطيط في مجموعة عمليات الغاز المسال في شركة (كيبك) عبدالعزيز البعيجان إن (كيبك) تعتبر إحدى أهم شركات مؤسسة البترول الكويتية ويقع على عاتقها تصميم وتنفيذ وتشغيل عدة مشاريع تنموية ضخمة في مجالات مختلفة ومتكاملة كالغاز والمصافي والبتروكيماويات.
وأضاف البعيجان ان من تلك المشاريع ما هو في مراحل الانشاءات النهائية مثل مشروع مصفاة الزور ومنها مشروع البتروكيماويات المتكامل مع مصفاة الزور والذي تم الانتهاء من الدراسات الهندسية الاولية له وكذلك مرافق استيراد الغازالطبيعي المسال الذي تم الانتهاء منه وتشغيله.
وأكد أهمية الغاز الطبيعي المسال ومستقبله على الصعيد العالمي موضحا انه غاز طبيعي تمت معالجته وإسالته بالتبريد حيث يستخرج الغاز من حقول النفط والغاز ثم ينقل عبر أنابيب خاصة إلى منشأة المعالجة فتتم عمليات معالجة إضافية وتبريد وإسالة الغاز تحت ظروف جوية ويحفظ في الصورة السائلة عند درجة حرارة 160 مئوية تحت الصفر تقريبا.
وذكر أن الغاز الطبيعي يتميز بأن سعره متزن وانبعاثاته أقل وغير سام ومنعدم الكبريت وغير مسرطن كما ان الناقلة الواحدة من الغاز الطبيعي المسال تكفي لإمداد 70 ألف منزل بالطاقة لمدة سنة كاملة.
وأفاد انه بحلول عام 2040 سيكون الغاز الطبيعي مصدر للطاقة لنحو 25 بالمئة من كهرباء العالم و10 بالمئة من النقل البحري و5 في المئة من وسائل النقل كما أن الطلب على الغاز الطبيعي في الصناعات الكيمائية سيزيد بنسبة 30 بالمئة وذلك وفقا لأبحاث شركة إكسون موبيل.
بدوره قال مهندس تنسيق المشاريع في مجموعة المشاريع الكبرى لاستيراد الغاز سلمان المزيدي إن مشروع مرافق الغاز الدائمة في الزور يأتي تنفيذا لتوجيهات مؤسسة البترول الكويتية لإنشاء مرافق لاستلام وإعادة تبخير الغاز الطبيعي المسال بشكل دائم وذلك في إطار تحقيق الخطة الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية 2030.
وأوضح المزيدي ان الاستراتيجية تهدف إلى تلبية احتياجات السوق المحلي من الوقود على المدى البعيد وزيادة مرونة العمليات لتلبية الطلب الموسمي على الوقود لمحطات الكهرباء في أوقات الذروة خلال فصل الصيف.
وذكر ان الكويت قامت في 30 مارس من عام 2016 بالتعاقد مع تحالف يتألف من 3 شركات متخصصة هي شركة هيونداي الهندسية المحدودة وشركة هيونداي للهندسة والانشاءات والهيئة الكورية للغاز لتنفيذ المشروع بتكلفة اجمالية بلغت نحو 93ر2 مليار دولار أمريكي مشيرا الى انه من المتوقع الانتهاء من المشروع بشكل نهائي في مارس 2022.
ولفت إلى ان المشروع يتضمن أعمال استحداث أرض بالبحر وإنشاء خزانات ومرافق استلام وتبخير للغاز الطبيعي المسال بطاقة تبلغ 3000 مليار وحدة حرارية بريطانية في اليوم من الغاز الطبيعي لتزويده للشبكة المحلية وتم بناء هذه المرافق في الجهة البحرية لمشروع مصفاة الزور وذلك على ارض مستحدثة بمساحة تقديرية تقدر ب725 ألف متر مربع.
وافاد ان مشروع استيراد الغاز المسال يعتبر أكبر مشروع في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية للخزانات إذ يحتوى على 8 خزانات عملاقة وهي المرافق الدائمة الأولى في دولة الكويت.
وبين ان المشروع يتميز كذلك من حيث القدرة على تصدير الغاز الطبيعي المسال حيث تم تصميم المحطة لتصدير الغاز بمعدل من 1700 ولغاية 5667 متر مكعب لكل ساعة مشيرا الى ان الخزانات في المشروع مصممة لتخزين الغاز لمدة 12 يوما استهلاك بدون أي عمليات تزويد.
ولفت الى ان المشروع يتمتع ايضا بأن له القدرة على ارسال الغاز الطبيعي الى شبكة المستهلكين التابعة لوزارةالكهرباء والماء عند تفريغ سفينة أو اثنتين من سفن الغاز الطبيعي المسال.
من ناحيته استعرض مهندس أول التصنيع في مجموعة المشاريع الكبرى لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في (كيبك) عبدالله راشد التحديات التي واجهت المشروع في ظل جائحة كورونا وهي عمليات الحظر الكلي والجزئي والمناطقي في الكويت ما انعكس سلبا على مراحل التنفيذ كذلك إغلاق المطارات العالمية وتفشي الوباء بين عمالة المقاول وإصابة العاملين بالمصانع العالمية المختلفة.
وأضاف ان شركة (كيبك) اتخذت مجموعة من الخطوات لمواجهة كورونا حيث قامت بإنشاء مراكز عزل داخل سكن العمال كما تم تخصيص غرف للعزل في أرض المشروع والتنسيق مع اللجنة العليا لمكافحة كورونا لتسهيل عملية دخول عمالة المقاول ووضع خطة مع المقاول لتفادي أي تأخيرات على سير إنجاز المشروع.
وحول استراتيجية التشغيل والفرص المستقبلية للمشروع أوضح ان (كيبك) استعانت بمقاول عالمي حيث وقعت عقدا للتشغيل والصيانة لمدة 5 سنوات وذلك للاستعانة بالخبرات المتنوعة ونقلها إلى المهندسين والمشغلين الكويتيين على أن تصل نسبة التكويت لدى المقاول إلى 60 في المئة لمختلف التخصصات.
وبين انه سيتم اتباع استراتيجيات للتحكم في التكاليف التشغيلية وتقنينها عن طريق اتاحة الفرصة للشركات المحلية في المساهمة في عمليات الصيانة موضحا ان المشروع يتيح فرص واعدة تستحق الدراسة لصناعة النفط والغاز في الكويت.