بايدن يعلن عن بدء إدارته حقبة «الدبلوماسية» والتكامل العالمي في مواجهة التحديات المشتركة
(كونا) – شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الثلاثاء على بدء إدارته اتباع نهج مرتكز على "الدبلوماسية" والتكامل الدولي في مواجهة الأزمات والتحديات العالمية السياسية والأمنية والاقتصادية والصحية.
وأعرب بايدن في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن اعتقاد إدارته أنه "من أجل تقديم الخدمات لشعوبنا يجب علينا أيضا الانخراط بعمق مع بقية العالم".
وذكر أن الولايات المتحدة عادت إلى "طاولة المفاوضات في المحافل الدولية وخاصة الأمم المتحدة لتركيز الاهتمام وتحفيز العمل العالمي بشأن التحديات المشتركة" لافتا الى أنها أعادت الانخراط "في منظمة الصحة العالمية ونعمل في شراكة وثيقة مع منصة (كوفاكس) لتقديم لقاحات منقذة للحياة في جميع أنحاء العالم".
كما لفت إلى عودة واشنطن "مرة أخرى إلى اتفاقية باريس للمناخ وسنعمل على استعادة مقعد في مجلس حقوق الإنسان" مشددا على أنه في "الوقت الذي تسعى الولايات المتحدة لحشد العالم للعمل سنقود ليس فقط بمثال قوتنا ولكن أيضا بقوة مثالنا".
وأوضح أن التحديات المشتركة التي ينبغي للعالم أجمع التركيز عليها تشمل "إنهاء جائحة (كورونا المستجد – كوفيد 19) ومعالجة أزمة المناخ وإدارة التحولات في ديناميات القوة العالمية وتشكيل قواعد عالمية بشأن القضايا الحيوية مثل التجارة والإنترنت والتكنولوجيات الناشئة ومواجهة تهديد الإرهاب".
وأشار إلى أنه "بينما نسعى جاهدين للتعامل مع هذه التحديات العاجلة سواء كانت طويلة الأمد أو ناشئة حديثا يجب علينا أيضا التعامل مع بعضنا البعض" مؤكدا انه "من واجب جميع القوى الكبرى في العالم إدارة علاقاتها بعناية".
وأضاف "بينما تحول الولايات المتحدة تركيزها إلى الأولويات ومناطق العالم مثل منطقة المحيطين الهندي والهادئ الأكثر أهمية اليوم وغدا فإننا سنفعل ذلك مع حلفائنا وشركائنا من خلال التعاون والمؤسسات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة لتضخيم قوتنا الجماعية وسرعتنا وتقدمنا في التعامل مع هذه التحديات العالمية".
وقال إن الولايات المتحدة ستدافع عن حلفائها وأصدقائها وتعارض محاولات الدول الأقوى التي تهيمن على الدول الأضعف مؤكدا "اننا لا نسعى إلى حرب باردة جديدة أو عالم مقسم إلى كتل جامدة فالولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة تتقدم وتسعى إلى حل سلمي للتحديات المشتركة".
وأضاف "سنتبع قواعد جديدة للتجارة العالمية والنمو الاقتصادي ونعمل على تكافؤ الفرص بحيث لا يتم توجيهها نحو أي بلد على حساب الآخر".
وأكد على السعي "جاهدين لضمان حماية حقوق العمل الأساسية وحماية البيئة والملكية الفكرية وتقاسم فوائد العولمة على نطاق واسع في جميع مجتمعاتنا وسنواصل دعم القواعد والمعايير طويلة الأمد التي شكلت حواجز المشاركة الدولية لعقود من الزمن والتي كانت ضرورية لتنمية الدول في جميع أنحاء العالم".
كما شدد على أهمية تطبيق "الالتزامات مثل حرية الملاحة والالتزام بالقوانين والمعاهدات الدولية ودعم تدابير الحد من الأسلحة لتقليل المخاطر وتعزيز الشفافية".
وقال بايدن إن العالم يمر "بنقطة انعطاف في التاريخ" مضيفا "أقف هنا اليوم للمرة الأولى منذ 20 عاما والولايات المتحدة ليست في حالة حرب.. لقد قلبنا الصفحة وأصبحت أمتنا الآن تركز بشكل كامل وصريح على ما ينتظرنا وليس ما وراءنا".
إلا أنه شدد على أن الجيش الأمريكي سيواصل الدفاع عن "أنفسنا وحلفائنا ومصلحتنا ضد أي هجوم" معتبرا أن "القوة العسكرية الأمريكية يجب أن تكون الملاذ الأخير لدينا ولا يجب استخدامها كاستجابة لكل مشكلة في جميع أنحاء العالم".
وأشار الى "أننا أنهينا 20 عاما من الصراع في أفغانستان وبينما ننهي هذه الفترة من الحرب التي لا هوادة فيها فإننا نفتح حقبة جديدة من الدبلوماسية التي لا هوادة فيها لاستخدام قوة مساعدتنا التنموية للاستثمار في طرق جديدة لرفع مستوى معيشة الناس حول العالم من أجل تجديد الديمقراطية والدفاع عنها فهي تظل أفضل أداة لدينا".
وفي الشأن الإيراني أعاد بايدن التأكيد أن الولايات المتحدة "لا تزال ملتزمة بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي" مشيرا الى أن إدارته تعمل مع "مجموعة 5 + 1 لإشراك إيران دبلوماسيا والسعي للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة".
وأوضح أن السياسة نفسها تنطبق على نهج إدارته المتبع فيما يتعلق بكوريا الشمالية لجهة السعي إلى "الدبلوماسية الجادة والمستمرة للسعي إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل".
وفي الشأن الفلسطيني الإسرائيلي جدد بايدن الإعراب عن موقف إدارته الداعم لحل الدولتين قائلا "لا أزال أعتقد أن حل الدولتين هو أفضل طريقة لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية تعيش بسلام إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة وديمقراطية".
وأضاف "نحن بعيدون جدا عن هذا الهدف في هذه اللحظة ولكن يجب ألا نسمح لأنفسنا أبدا بالتخلي عن إمكانية التقدم".
وبخصوص مكافحة الإرهاب شدد الرئيس الأمريكي على وجوب "البقاء يقظين لخطر الإرهاب على جميع بلداننا سواء كان مصدره مناطق بعيدة من العالم أو في ساحاتنا الخلفية".
وأعلن بايدن خلال خطابه أن الولايات المتحدة ستلتزم بمبلغ 10 مليارات دولار لجهود "إنهاء الجوع والاستثمار في أنظمة الغذاء في الداخل والخارج" فيما دعا زعماء العالم إلى التوحد في مكافحة تغير المناخ واصفا الأزمة أنها "بلا حدود".
وفيما يتعلق بالصحة لفت بايدن إلى وفاة "5ر4 مليون شخص من كافة الدول" بسبب جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) معتبرا أن "كل حالة وفاة هي بمثابة حسرة فردية".
وتساءل الرئيس الأمريكي ما إذا كان العالم سيعمل مجتمعا "لإنقاذ الأرواح وهزيمة الفيروس في كل مكان واتخاذ الإجراءات اللازمة لإعداد أنفسنا للجائحة القادمة لأنه سيكون هناك جائحة أخرى أم أننا سوف نفشل في تسخير الأدوات الموجودة تحت تصرفنا بحيث تصبح المتحورات أكثر ضراوة وخطورة".