قادة البنتاغون يوجهون انتقادات لبايدن وترامب بخصوص الانهيار الأفغاني
حضر رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال مارك ميلي، اليوم الثلاثاء، أول جلسة استماع أمام لجنة للقوات المسلحة في مجلس الشيوخ، على أن يحضر جلسة ثانية أمام مجلس النواب غداً، للرد على حالة الفوضى التي شابت عملية الانسحاب من أفغانستان وغيرها من المواضيع الحساسة التي شغلت الأوساط السياسية والعسكرية في واشنطن مؤخراً.
وحضر إلى جانب ميلي اليوم كل من وزير الدفاع، لويد أوستن، والجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة. وصدر عن أوستن وميلي تصريحات نادرة “انتقدا فيها كلاً من الرئيسين دونالد ترامب وجو بايدن” فيما يتعلق بأفغانستان، وفقاً لـ «يورونيوز».
فوضى أفغانستان
شابت حالة كبيرة من الفوضى عملية الانسحاب من كابول، وفقد الجيش الأميركي 13 عسكرياً في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة وقع في السادس والعشرين من أغسطس الماضي. ولكن سيكون ميلي مجبراً على الرد أيضاً على انسحاب قواته “خلسة” من قاعدة باغرام.
وكما كان متوقعاً، واجه ميلي أسئلة “ملحة” بخصوص بإدارة عملية الانسحاب. وميلي نفسه قال إنه أوصى البيت الأبيض بالإبقاء على 2500 عسكري في أفغانستان، مضيفاً أن سحب هؤلاء كان ليؤدي إلى انهيار الجيش الأفغاني.
خلال الجلسة أشار ميلي إلى أنه لم يكن ليحدد موعداً زمنياً نهائياً لانسحاب الجيش كما أفادت وكالة بلومبرغ.
وكان ميلي قال سابقاً إن أحداً لم يكن باستطاعته التنبؤ بالسرعة التي كانت ستسقط فيها الحكومة وكابول وهذا ما اعترف به أوستن. وكان ميلي نصح بايدن سابقاً بعدم الانسحاب من أفغانستان وكذلك فعل وزير الدفاع أوستن.
بدوره اعترف وزير الدفاع أن “اتفاق السلام الذي عقده ترامب مع طالبان في 2020 أثر سلباً على معنويات الجيش الأفغاني”، مضيفاً أن الجيش الأميركي لم “يدرك ذلك التأثير قبلاً”.
أما الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية، فقال إن سحب الجنود الـ2500 كان سيؤدي إلى سيطرة طالبان على السلطة.
وتشكل مسألة الـ2500 جندي ضربة لبايدن الذي قال سابقاً إن أحداً في وزارة الدفاع لم يطلب منه الإبقاء على جنود منتشرين في أفغانستان.
وستتطرق الجلستان لاحقاً إلى ضربة جوية نفذت بمُسيرة أميركية وأدت إلى مقتل 10 مدنيين واعترف بها البنتاغون مؤخراً بعدما قال أولاً إنه استهدف هجوماً إرهابياً.
التواصل مع قائد الجيش الصيني
بخصوص التواصل مع قائد الجيش الصيني، دافع الجنرال مارك ميلي عن مكالماته مع نظيره الصيني في الأيام الأخيرة من رئاسة دونالد ترامب، قائلاً إن المحادثات كانت تهدف إلى «تهدئة» التوترات بين البلدين.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة «أعرف، أنا متأكد من أن الرئيس ترامب لم يكن ينوي مهاجمة الصينيين». وكانت القضية التي كشف عنها الصحافي الاستقصائي بوب وودورد في كتابه «خطر»، الذي نصّه مع زميله في صحيفة «واشنطن بوست» روبرت كوستا، أثارت جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة. وجاء في الكتاب أن ميلي كان يخشى إعلان الرئيس آنذاك، دونالد ترامب، حرباً على الصين بسبب كبريائه، ولذا تواصل مع نظيره الصين دون علم ترامب.
وكان عدة نواب جمهوريين دعوا ميلي إلى الاستقالة، أو حتى إلى الطرد واتهموه “بالخيانة” وتحويله إلى المحكمة العسكرية، كونه تواصل مع الصينيين من دون علم الرئيس.
استخدام النووي
ويزعم كتاب وودورد أيضاً أن ميلي وجه أمراً إلى العسكريين الذين يرأسهم مباشرة، بأن يطلعوه فوراً على أي أمر موجه من الرئيس ترامب بخصوص الأرقام النووية السرية، وذلك الأمر الذي وجهه ميلي جاء بعد يومين من اقتحام الكابيتول من قبل مؤيدي الرئيس. ويضيف الكتاب أن ميلي طلب ذلك من الضباط بعد اتصال أجراه مع رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، التي قالت له إن ترامب “مجنون”.