الكويت تشيع العم صالح العجيري إلى مثواه الأخير
شيعت الكويت اليوم الجمعة العالم الفلكي الكبير الدكتور صالح العجيري إلى مثواه الأخير والذي انتقل إلى جوار ربه أمس الخميس عن عمر ناهز 101 عام بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز في مجال العلوم والفلك.
وشارك مسؤولون ومواطنون في صلاة الجنازة على العم صالح العجيري ، تمهيداً لتشييع جثمانه الى مثواه الأخير .
وتقدم رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله وسمو الشيخ ناصر المحمد صفوف المشيعين ، كما قدموا واجب العزاء لأسرة فقيد الكويت الراحل .
واستذكر المشيعون الذين احتشدوا لوداع فقيد الكويت الكبير مآثر ومناقب الراحل باعتباره عالما كبيرا وأحد رموز علم الفلك في الكويت والعالم العربي مؤكدين أن إسهامات الراحل ومؤلفاته ستبقى نبراسا ملهما للأجيال.
كما أعربوا عن أحر التعازي وصادق المواساة لذوي الفقيد الكبير سائلين العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهمهم الصبر والسلوان.
الغانم: خالص العزاء إلى الأمة العربية والاسلامية والشعب الكويتي بوفاة العم الفاضل د.صالح العجيري
أعرب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم خلال مشاركته في تشييع العم صالح العجيري إلى مثواه الأخير عن خالص العزاء إلى الأمة العربية والاسلامية والشعب الكويتي بوفاة العم الفاضل د.صالح العجيري .
وأكد الغانم أن الفقيد قدم للكويت الكثير والكثير ، مبيناً أنه لا يوجد كويتي كبيراً كان أم صغيراً إلا وللعم العجيري مكانة في نفسه .
وأضاف أن العالم الراحل يمثل قامة وطنية كبيرة خسرتها الكويت، وفراغ لا يمكن لأحد أن يملأه .
هذا ويعد الراحل العجيري أول عالم فلك كويتي وقامة من قامات العلم وشارك في الكثير من الفعاليات المختلفة والمؤتمرات المحلية والدولية ذات الصلة بمجال العلوم والفلك والرياضيات وبروج الشمس وألف عشرات الكتب منها (تقويم القرون) و(علم الميقات) و(الاهتداء بالنجوم في الكويت) وغيرها.
وتحفل مسيرة الراحل بمحطات كثيرة طلبا للعلم إذ قام بزيارة العديد من الدول العربية منها مصر حيث نال شهادة التخصص في علوم الفلك من الاتحاد الفلكي المصري عام 1952 كما زار عددا من الدول الأجنبية للاستفادة من علومها المختلفة كالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وسويسرا وألمانيا وفرنسا إضافة إلى مشاركته في العديد من المؤتمرات العلمية المتخصصة بالعلوم والفلك.
ومن أهم إنجازات الراحل تأسيسه (تقويم العجيري) عام 1952 الذي تميز بالدقة ومازال يطبع سنويا إلى يومنا هذا واعتمدته دولة الكويت في معاملاتها الرسمية وهي رزنامة تطبع في عدد من الدول العربية والأجنبية.
كذلك قام الفقيد ببناء مرصد فلكي في الكويت على نفقته الخاصة في أوائل سبعينيات القرن الماضي وافتتح أيضا مكتبة العجيري الشهيرة عام 1973 في منطقة حولي.
ونال الراحل الكثير من الجوائز نظرا إلى إسهاماته العديدة والمتميزة في مجالات العلوم والفلك مثل الدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة الكويت عام 1981 وقلادة مجلس التعاون للعلوم عام 1988 وجائزة الدولة التقديرية عام 2005 وعضوية الشرف في الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك عام 2000 إلى جانب العديد من الجوائز المحلية والعربية.