منوعات

المقارنة مع الآخرين سلاح ذو حدين

من بين جميع النصائح النفسية التي تقرأها يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ربما تكون هذه واحدة من أكثر الأفكار شيوعاً وتردداً: لا تقارن نفسك بالآخرين.

ولكن هل نفهم حقاً ما يعنيه هذا؟ منذ آلاف السنين عرف البشر من كل ثقافة أن هذه وصفة للعذاب النفسي، فلماذا نواصل يوماً بعد يوم مقارنة أنفسنا بمن حولنا،

المقارنة مع الآخرين هي نزعة بشرية طبيعية وليست سيئة بطبيعتها الفطرية. في الواقع نحن نفعل ذلك طوال الوقت: نقارن وضعنا الحالي مع المكان الذي أتينا منه، ونقارن ما نحن عليه اليوم بما كنا عليه في السابق، ونقارن أنفسنا بالآخرين في فئتنا العمرية أو مجالنا المهني، ونقارن معرفتنا وقدراتنا مع الآخرين ممن حولنا، كل هذه أشياء جيدة وطبيعية لمعرفة أين نحن بالضبط.

إذ قد تسمح لنا المقارنات مع الغير بتشكيل خط أساس لما نحن فيه في الحياة، وأين نريد أن نكون، بحسب مدونة New York University للصحة العقلية. فهي تسمح لنا بتقييم ومعايرة أنفسنا مقابل الأشخاص الذين نتطلع إليهم. فالمقارنات تعطينا فكرة عن كيفية قياسنا، وهي معلومات قيمة لتحسين الذات وتطويرها والنمو في الاتجاه المرجو.

وبدون القدرة على المقارنة مع الآخرين، ليس لدينا طريقة لمعرفة ما إذا كنا قد تقدمنا على الإطلاق.

يصف توماس موسويلر، أستاذ السلوك التنظيمي لموقع Ramsey Solutions للصحة النفسية، المقارنة بهذه الطريقة: "إنها واحدة من أكثر الطرق الأساسية التي نطور بها فهمنا لمن نحن، وما نحن جيدون فيه، وما لا نجيده".

وفي معظم الأحيان يتم إجراء هذا الحساب في جزء من الثانية في خلفية أفكارنا، ولا ندركه حتى في أغلب الأوقات.

ولكن عندما نتطرق إلى النقاط البارزة في حياة الآخرين يمكن أن تصبح سامة بسرعة، فنحن مجهزون للتواصل والانتماء، ولكن إذا قارنا أنفسنا باستمرار بالآخرين فإننا نعرض سعادتنا وثقتنا وصحتنا العقلية للخطر.

زر الذهاب إلى الأعلى