الأمم المتحدة: على جميع الأطراف التحلي بضبط النفس على الحدود الأوكرانية
(كونا) – دعت وكيلة الامين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو جميع الاطراف المعنية بالوضع في اوكرانيا الى التحلي باقصى درجات ضبط النفس في هذه اللحظات الحساسة.
ودعت ديكارلو خلال احاطتها في جلسة مجلس الامن الخميس حول الوضع في اوكرانيا الجميع إلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية من شأنها أن تتعارض مع نص اتفاقية (مينسك) قد تؤدي إلى المزيد من التوتر في بعض المناطق الاوكرانية مثل دونيتسكا ولوهانسكا.
وأشادت بعمل منظمة الامن والتعاون في اوروبا داعية الى توفير الدعم لها.
وقالت في هذا الصدد ان "بعثة الرصد الخاصة التي تؤدي مهاما أساسية على الرغم من الصعوبات الجسام يجب أن تنعم بظروف آمنة لأداء عملها".
وقالت ديكارلو ان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس اعرب عن القلق الشدي ازاء احتمال اندلاع نزاع عسكري في اوروبا وقال ان "كلفة هذه الحرب تعني المعاناة البشرية والدمار والضرر لأوروبا وللأمن العالمي وأن هذا امر لا يمكن تقبله".
وأشارت إلى أن غوتيريس ظل منخرطا مع الأطراف الأساسية بما في ذلك الاتحاد الروسي وأوكرانيا وشدد في مناسبات عدة على انه لابديل للحل الدبلوماسي.
واكدت ان المسؤولية التي تقع على عاتق الدول الأعضاء بشأن احترام المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة وأن تفض نزاعاتها بالسبل السلمية وأن تمتنع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سلامة أراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة.
كما أكدت على التزام الأمم المتحدة بسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها على حدودها المعترف بها دوليا.
ورحبت ديكارلو بآخر الاتصالات الدبلوماسية بما في ذلك على مستوى رؤساء الدول ولكنها دعت إلى بذل المزيد من الجهود وبشكل عاجل باتخاذ إجراءات ملموسة وإنهاء الخطابات التصعيدية بما يحقق شيئا من التهدئة.
تابعت "كما فعلت الأمم المتحدة على مدى سنوات النزاع الثماني فإنها ستواصل وقفتها إلى جانب شعب أوكرانيا فالفريق القطري للأمم المتحدة في أوكرانيا يعمل بشكل كامل وزملاؤنا المعنيون بالشق الإنساني ملتزمون بتوفير المساعدات الإنسانية عملا بمبادئ العمل الإنساني من حياد وعدم انحياز وإنسانية واستقلال".
وأشارت إلى إرسال ثلاث قوافل إنسانية تمكنت من ايصال أكثر من 140 طنا من المساعدات الإنسانية على طول خط التماس منذ مطلع 2022 داعية جميع الأطراف الى تذليل كافة العوائق امام فرق الاغاثة والآمن.
من جانبه قال الممثل الخاص لرئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا لدى اوكرانيا السفير ميكو كينونين ان "النزاع المتصل بشرق أوكرانيا منذ ثمانية أعوام أسفر عن وقوع 14 ألف ضحية ومئات الآلاف من النازحين واللاجئين".
واشار الى ان مستويات التنقل عبر الخط التماس انخفضت بنسبة 95 بالمائة منذ إغلاق نقاط العبور منذ عامين مما سبب المزيد من المعاناة للمدنيين.
وأوضح ميكونين أن المشاركين في النقاشات التي عقدتها مجموعة الاتصال الثلاثية قبل شهرين قد اتفقوا بشكل كامل على التقيد باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في يوليو من عام 2020.
وتضم مجموعة الاتصال الثلاثية ممثلين عن أوكرانيا والاتحاد الروسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
من جهته قال كبير المراقبين لبعثة الرصد الخاصة في أوكرانيا بشار خالد شفيق "لقد تم تشويه سمعة بعثتنا في الخطاب العام وتتعرض أدوات الرصد التي نستخدمها لتشويش كبير وعانت البعثة من عقبات مؤقتة أمام عملياتها في منطقة دونيتسكا في أكتوبر الماضي".
وواوضح إن الحالة الأمنية العامة على طول خط التماس في شرقي أوكرانيا ظلت متقلبة بعد فترة الهدوء النسبي غير المسبوقة التي أعقبت اتفاق تعزيز وقف إطلاق النار الموقع في يوليو من عام 2020.
وأضاف شفيق أن المجتمعات الواقعة على طول خط التماس تعاني من صدمة عميقة بسبب العيش في خطر دائم وحالة من عدم اليقين مشيرا إلى وقوع 48 ضحية بسبب نيران الأسلحة الصغيرة والقصف إضافة العديد من حالات الإصابة والقتل الناجمة عن الألغام والذخائر غير المنفجرة.
وشدد على ضرورة أن يبذل الطرفان قصارى جهدهما للتخفيف من هذه التهديدات المستمرة حتى ولو من جانب واحد بالتوازي مع المفاوضات الرامية لإيجاد حل شامل لهذه الازمة.