«نهاية العولمة».. ماذا تعني الحرب الروسية بالنسبة للاقتصاد العالمي؟
نشرت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية تقريراً عن تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا بالنسبة للاقتصاد العالمي، وقالت الصحيفة إنّه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، طغت العقوبات على الاقتصاد الروسي، بعد فترة وجيزة من غزو الكرملين لأوكرانيا، وبدأ الغرب في الاستيلاء على أصول أغنى الأفراد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومنع الرحلات الجوية الروسية في مجالها الجوي، وقيّدت وصول الاقتصاد الروسي إلى التكنولوجيا المستوردة.
عزل روسيا
وأضافت الصحيفة أنّ الأمر الأكثر دراماتيكية، هو أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها جمّدوا الأصول الاحتياطية للبنك المركزي الروسي، وعزلوا روسيا -ليس فقط من نظام المدفوعات المالية سويفت-، ولكن أيضاً عن المؤسسات الأساسية للتمويل الدولي، بما في ذلك جميع البنوك الأجنبية وصندوق النقد الدولي.
ونتيجة لتصرفات الغرب، انهارت قيمة الروبل، واندلع نقص في جميع أنحاء الاقتصاد الروسي، ويبدو أنّ الحكومة على وشك التخلف عن سداد ديونها بالعملة الأجنبية.
وأجبر الرأي العام، والخوف من التعرض للعقوبات، الشركات الغربية على الفرار بشكل جماعي من البلاد، وقريباً لن تتمكن روسيا من إنتاج الضروريات، سواء للدفاع أو للمستهلكين لأنّها ستفتقر إلى المكونات الأساسية.
التحرُّر من الروابط الاقتصادية
وأوضحت الصحيفة أنّ الأضرار التي تلحق بالاقتصاد الروسي، والتكاليف الباهظة التي تتحملها أوروبا الوسطى، إذا قطعت روسيا وصولها إلى الغاز الطبيعي والنفط ردًا على ذلك، قد تجعل الحكومات تسعى إلى الاعتماد على الذات، وتحرر نفسها من الروابط الاقتصادية، وأدت محاولات روسيا لجعل نفسها مستقلة اقتصاديًا في الواقع إلى زيادة احتمال تعرضها للعقوبات، لكن هذا لن يمنع العديد من الحكومات من محاولة التراجع إلى زوايا منفصلة، بحثًا عن حماية نفسها من خلال الانسحاب من الاقتصاد العالمي.
استخدام القوة المالية
وأضافت أنّ الاقتصادات التي تشعر بالتهديد من قبل واشنطن، لديها الآن حافز لتحويل احتياطياتها من ممتلكاتها في الولايات المتحدة، وكان هذا دائمًا بمثابة فحص لإفراط واشنطن في استخدام القوة المالية؛ إذا كانت الدولة تفرض عقوبات بشكل متكرر، فقد تدفع الدول الأخرى إلى إيجاد بدائل أفضل للدولار ونظام المدفوعات من حوله.
وعلى المدى الطويل، فإن الاقتصاد العالمي المنقسم تحت تهديد العقوبات سوف ينحني في هذا الاتجاه، لكن ما توضحه روسيا هو أنّ التنويع في اليورو واليوان وحتى الذهب، لن يساعد الدول إذا كان المشاركون الآخرون في السوق هم أنفسهم خائفين من استبعادهم من نظام الدولار.