بوتين يحمّل الغرب مسؤولية الحرب في أوكرانيا
• أوروبا تجاهلت مخاوف روسيا وشجعت الفاشية الجديدة
• حذر من تخلي الأوروبيين عن الطاقة الروسية
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن ما يحدث بشأن أوكرانيا مرتبط بما أسماها السياسة الخاطئة للغرب، وفي حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف شحنات أسلحة أميركية وأوروبية قرب مدينة لفيف، فإن كييف تسعى لإخراج المدافعين المتبقين في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول.
ورأى بوتين أن الغرب تجاهل مخاوف روسيا وشجع الفاشية الجديدة، وفق تعبيره، وفقاً لـ «الجزيرة نت».
وأضاف – خلال اجتماع حكومي خاص بتطوير قطاع الطاقة – أن دول الاتحاد الأوروبي تفرض عقوبات على روسيا بضغط أميركي، وأن ذلك سيؤدي إلى الإضرار باقتصاداتها.
وحذر الرئيس الروسي من أن تخلي الأوروبيين عن الطاقة الروسية سيجعل أوروبا المنطقة الأعلى تكلفة لموارد الطاقة في العالم لفترة طويلة.
ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، تسعى الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تقليل اعتمادها على الوقود الروسي، لكنها فشلت حتى الآن في الاتفاق على وقف شراء النفط الروسي تدريجيا.
وتعيق المجر حاليا مشروع حظر النفط الروسي، بعد أن أدركت بودابست أن وقف شراء النفط الروسي سيكلفها ما بين 15 و18 مليار دولار.
ومنذ تسلم بوتين السلطة في روسيا مطلع القرن 21، تعدُ السلطات بإحداث تغييرات لتمكين البلاد من التخلص من اعتمادها الشديد على صادرات النفط والغاز وتطوير قطاعات اقتصادية أخرى، ولا تزال هذه الوعود حبرا على ورق.
ذريعة وتدابير
وفي تصريحات مماثلة، قال سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف إن أوكرانيا أصبحت مجرد ذريعة للغرب من أجل شن حرب غير معلنة ضد روسيا.
وأضاف أن بلاده اضطرت لبدء العملية العسكرية الخاصة بوصف ذلك إجراء استباقيا قسريا، وأن مستوى التهديد لأمن روسيا بلغ درجة التهديد الوجودي.
وذكر باتروشيف أن نيّات شن هذه الحرب أضمرت قبل فترة طويلة من فبراير 2022، وكان من الممكن تنفيذها بغض النظر عن التدابير الروسية.
تطورات ميدانية
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف شحنات أسلحة أميركية وأوروبية قرب مدينة لفيف (غربي أوكرانيا).
وأعلنت السلطات الانفصالية في دونيتسك الموالية لروسيا أنها أطلقت عملية عسكرية لتدمير دفاعات الجيش الأوكراني في بلدة بيسكي المتاخمة لمطار دونيتسك.
ونشرت قوات دونيتسك صورا قالت إنها لعملية استهداف دفاعات محصنة استطاعت القوات الأوكرانية تشييدها على مدى 8 سنوات.
ويتهم الانفصاليون الجيش الأوكراني باستهداف أحياء سكنية في مدينة دونيتسك انطلاقا من هذه البلدة.
وفي مصنع آزوفستال بماريوبول، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 260 عسكريا أوكرانيا استسلموا، بينهم 51 مصابا بجروح خطيرة.
وبثت الوزارة صورا قالت إنها لعملية استسلام الجنود الأوكرانيين الذين كانوا محاصرين داخل المجمع الصناعي لأكثر من 80 يوما، بمن فيهم عناصر كتيبة آزوف القومية.
وأضافت الوزارة في بيان أنها ستقدم العناية الطبية اللازمة للجرحى في مستشفى مدينة نوفوازوفسك الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا.
وأعلنت موسكو السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية الشهر الماضي بعد حصار استمر أسابيع، لكن مئات الجنود الأوكرانيين ظلوا في أنفاق تحت المجمع الصناعي الشاسع، وتحاصرهم القوات الروسية.
تطورات وإجراءات
وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية أعلنت في وقت سابق إجلاء 264 مقاتلا أوكرانيا إلى مناطق خاضعة للسيطرة الروسية، بينهم 53 مصابا “بجروح بالغة”.
وخلال الإعلان عن تطورات الأحداث صباح اليوم الثلاثاء، قالت الوزارة إنه “سيتم تنفيذ إجراءات تبادل لإعادة هؤلاء الأبطال الأوكرانيين في أسرع وقت”.
وأضافت أنه بالنسبة للمحاصرين في آزوفستال فإن كييف “تبذل كل ما هو ضروري لإنقاذهم”، لكن مع الأسف فإن أوكرانيا حاليا لا تستطيع فك (حصار) آزوفستال بالسبل العسكرية”.
وأشادت الوزارة بجهودهم في المعارك الأكبر التي أعقبت حرب روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي وأدت إلى مقتل الآلاف وتهجير الملايين.
وقالت “بفضل المدافعين عن ماريوبول، حصلت أوكرانيا على الوقت الضروري لتجميع الاحتياط وإعادة تجميع وتعبئة القوات والحصول على مساعدة من الحلفاء”.
دفاع ومكاسب
وقال الجيش الأوكراني إن الدفاع عن المجمع الصناعي أسهم في تأخير انتقال 20 ألف جندي روسي إلى مناطق أخرى من أوكرانيا، ومنع روسيا من السيطرة بسرعة على مدينة زاباروجيا.
ورغم موارد جارتها العملاقة، فإن أوكرانيا تمكنت من صد الجيش الروسي لفترة أطول مما كان يتوقعه كثيرون، بفضل الإمدادات العسكرية والأموال من حلفائها الغربيين.
وبعد تطويق العاصمة كييف في الأسابيع الأولى للحرب، ركزت موسكو جهودها بشكل متزايد على منطقة دونباس الشرقية، المحاذية لروسيا.
ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن القوات الروسية تنسحب من محيط خاركيف (ثاني أكبر مدن البلاد) لإعادة الانتشار في دونباس. وأعلنت كييف أمس الاثنين استعادة السيطرة على المنطقة الحدودية فيها.
فريق تحقيق
وفي تطورات متصلة، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان اليوم الثلاثاء نشر فريق من 42 محققا وخبيرا في أوكرانيا، ويعد هو الأكبر الذي يرسل على الأرض للتحقيق في جرائم ارتكبت خلال التدخل الروسي.
وقال كريم خان في بيان “أؤكد أن مكتبي أرسل اليوم فريقا مؤلفا من 42 محققا وخبيرا في الجنايات وموظفي مساندة آخرين إلى أوكرانيا”، موضحا أنها “أكبر بعثة من حيث العدد تم نشرها حتى الآن في منطقة دفعة واحدة”.
وفتح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التي تأسست عام 2002 تحقيقا للنظر في أفظع الجرائم المرتكبة في العالم، في الثالث من مارس/آذار الماضي، بشأن ادعاءات بحصول جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا بعدما حصل على الضوء الأخضر من نحو 40 دولة أعضاء.