أخبار دولية

تداعيات الأزمة الروسية – الأوكرانية تسبب ارتفاعاً في الغازولين بالولايات المتحدة 

(كونا) – اندلعت الأزمة الروسية – الأوكرانية في وقت لا يزال العالم يعاني من التأثيرات الاقتصادية لجائحة (كورونا المستجد – كوفيد 19) بما فيها ارتفاع الأسعار ومعدل التضخم الذي سجل في الولايات المتحدة خلال يناير الماضي أسرع نسبة ارتفاع سنوية له منذ 40 عاما.

وتواصل أسعار الغازولين ارتفاعها في عموم الولايات المتحدة مع استمرار "العملية العسكرية" التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا أواخر الشهر الماضي.

ووصل معدل سعر الغازولين في البلاد يوم الأربعاء الماضي الى 25ر4 دولار للغالون الواحد (الغالون الواحد يساوي 78ر3 لتر) وهو أعلى معدل على الإطلاق في التاريخ الأمريكي. 

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء الماضي أن سعر الغازولين "سيرتفع إلى أبعد من ذلك مع هذا القرار" أي فرض حظر على واردات النفط والغاز من روسيا.

وحتى قبل بدء "العملية العسكرية" الروسية في أوكرانيا توقع الرئيس بايدن أن تسبب الأزمة الروسية – الأوكرانية تأثيرات على المواطنين الأمريكيين.

لكن تأثيرات الأزمة الروسية – الأوكرانية لا تقتصر فقط على أسعار الطاقة فأسعار بعض المنتجات الأخرى بما فيها مواد غذائية من المتوقع أن ترتفع في الولايات المتحدة حسب خبراء اقتصاديين.

ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى أن روسيا هي المصدر الأول عالميا للقمح كما أن أوكرانيا أيضا من كبار مصدري هذه السلعة التي تتفرع منها عدة منتجات غذائية مثل الخبز والمعجنات.

ورغم أن الولايات المتحدة لا تعتمد "بشكل كبير" حسب مجلة (فوربس) الأمريكية على روسيا وأوكرانيا في الحصول على القمح لكن "الصدمة التي تتعرض لها سلسلة التوريد العالمية قد تؤثر في النهاية" على الولايات المتحدة حيث سيقود انخفاض صادرات القمح الروسية والأوكرانية بلدانا إلى طلب هذه السلعة من الولايات المتحدة وهو ما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ونقلت (فوربس) عن متحدث باسم وزارة الزراعة الأمريكية القول ان الوزارة تراقب الوضع عن كثب "لكننا لا نتوقع حاليا أن الصراع في أوكرانيا له تأثير كبير على أسعار المواد الغذائية في الولايات المتحدة".

وحسب خبير اقتصادي تحدث للمجلة فإن ارتفاع أسعار الطاقة "سيؤدي إلى تضخيم الزيادة في أسعار المواد الغذائية وهذه الزيادة يمكن أن تكون أكبر بكثير مما يتوقعه الناس".

وفضلا عن ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية فهناك منتجات أخرى مثل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر من المحتمل أن تؤدي الأزمة إلى ارتفاع أسعارها.

وروسيا هي المنتج الأول عالميا لمعدن (البلاديوم) في العالم وتوفر حوالي ثلث الطلب العالمي من هذا المعدن وفق شبكة (سي ان بي سي) الأمريكية.

ويستخدم (البلاديوم) في تصنيع رقائق أشباه الموصلات (الرقائق الدقيقة) التي توجد في مجموعة من المنتجات الإلكترونية الاستهلاكية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة التلفزيون.

ويأتي كل هذا بعد أيام قليلة من إعلان منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ارتفاع المعيار القياسي لأسعار الأغذية العالمية الشهر الماضي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق موضحة أن الزيوت النباتية ومنتجات الألبان تصدرت هذا الارتفاع.

ولفتت المنظمة على موقعها الرسمي إلى أن مؤشرها لأسعار الأغذية يقيس متوسط الأسعار على مدار الشهر "ولهذا فإن أرقام شهر فبراير تتضمن بشكل جزئي فقط تأثيرات السوق الناجمة عن الصراع القائم في أوكرانيا".

زر الذهاب إلى الأعلى