نقص الموظفين يعوق تعافي قطاع الطيران
• بعض الخطوط الجوية الأمريكية لجأت إلى توظيف طيارين من أستراليا لتشغيل الرحلات
• إلغاء العديد من الرحلات الداخلية بسبب النقص في الموظفين وارتفاع أسعار النفط والتضخم
أدت جائحة كوفيد-19 عام 2020 إلى شبه توقف قطاع الطيران بسبب الإغلاقات والقيود على السفر، وبينما كانت الخطوط الجوية تكافح للبقاء، تم تجميد التدريب والتوظيف، كما اختار العديد من أفراد الطواقم التقاعد المبكر.
لكن الآن، مع عودة الحركة الاقتصادية، تعاني شركات الطيران والمطارات من مشكلة أخرى، وهي عدم قدرتها على تلبية ازدياد الطلب على السفر، في ظل نقص حاد في الموارد البشرية، فاضطر العديد منها إلى تقليص وإلغاء الرحلات، وفقاً لـ «فوربس».
نقص في عدد الطيارين
من المتوقع أن يتعافى قطاع الطيران من الجائحة تمامًا بحلول عام 2023، وتُظهر أيضًا التوقعات أن العالم سينقصه 50 ألف طيار بحلول عام 2025، وفقًا لموقع Statista.
تم تلخيص توقعات الصناعة الشهر الماضي في الحديث عن أرباح “يونايتد إيرلاينز” United Airlines في 21 أبريل، عندما قال الرئيس التنفيذي سكوت كيربي، إن شركات الطيران بحاجة إلى توظيف 13 ألف طيار هذا العام، لكن التدريب ينتج فقط من 5 إلى 7 آلاف طيار سنويًا في الولايات المتحدة.
وأضاف “لن يتمكن معظم شركات الطيران من تحقيق خطط طاقته الاستيعابية لأنه ببساطة لا يوجد عدد كاف من الطيارين، على الأقل ليس للسنوات الخمس المقبلة”.
وقد ألغت شركات أميركية متعددة مثل Delta Air Lines، وAlaska Airlines، وJetBlue، رحلات داخلية، محذرة أيضًا من ارتفاع أسعار البطاقات بسبب تنامي الطلب على السفر، والنقص في الموظفين، وارتفاع أسعار النفط، والتضخم.
كما لجأ بعض الخطوط الجوية الأميركية إلى توظيف طيارين من أستراليا لتشغيل رحلاته.
نقص في المهن الأخرى المرتبطة بقطاع الطيران
أفادت قناة فرانس إنفو في 7 مايو أن مطارات باريس تتطلع حاليًا إلى التوظيف على وجه السرعة، إذ تتوافر 4 آلاف وظيفة تشمل جميع المهن، وليس فقط طيارين، مثل فني الصيانة، المهندسين، حراس الأمن، أو موظفي الجمارك، كما أن هنالك 15 ألف وظيفة شاغرة في مجمل قطاع الطيران الفرنسي.
أما في مطار شيبول، أمستردام، في هولندا، فقد أدى نقص الموظفين عند نقاط التفتيش الأمنية يوم الاثنين إلى طوابير استمرت ساعات طويلة أثرت في آلاف المسافرين، وتأخر أكثر من 500 رحلة جوية ووتم إلغاء أكثر من 50 رحلة، وفقًا لموقع يورونيوز.
وقد شهد مطار شيبول، وهو ثاني أكبر مطار في الاتحاد الأوروبي، صفوفًا طويلة من الانتظار وإلغاء عدد من الرحلات في الشهرين الأخيرين، ويهدد الموظفون بالإضراب.
يقول المتحدث باسم نقابة الموظفين، جوست فان دوسبورغ: “يجب أن يتغير شيء ما، لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو، المسافرون والموظفون منهكون من التعب”، نقلًا عن وكالة أ. ف. ب.
يعاني المطار وشركة الطيران الهولندية KLM من نقص حاد في الموظفين مع استمرار ارتفاع أعداد الركاب منذ رفع معظم القيود الصحية في مارس.
لا يبدو أن الفوضى ستتحسن في الصيف حيث يقول المطار إن المشكلة ستستغرق وقتًا لحلها، ومع زيادة أعداد الركاب خلال الموسم المزدحم، يتم إخبار أي شخص يخطط للسفر أنه يجب أن يتوقع أوقات انتظار طويلة، وأن يأتي إلى المطار قبل 4 ساعات من موعد الإقلاع.
ومن المرجح أن يتكرر نفس المشهد في مطارات العالم.