«مونت كارلو»: هل بوتين لاعب سياسي عقلاني.. أم دكتاتور مضطرب؟
في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوطات والعقوبات الاقتصادية والمالية على موسكو، عقب هجوم الجيش الروسي على أوكرانيا وإصدار فلاديمير بوتين تهديدات بشن حرب نووية ضد الغرب، في تحدٍّ صارخ للقانون الدولي، ينمو النقاش حول ما إذا كان بوتين لاعباً سياسياً عقلانياً يخدم مصالح قومية، أم أنه دكتاتور مدفوع برغبة جامحة لإجبار كييف على تحقيق حلم إمبريالي جديد؟
وقالت صحيفة «مونت كارلو» في تقرير، إنه بالنظر إلى سجل بوتين ومناقشاته السابقة مع مسؤولين دوليين، يركز موقفه الحالي على المخاطرة بأوكرانيا، أكثر من تحقيق الاستقرار فهذه البلاد تعتبر أكثر قضايا بوتين حساسية ويخطط لإعادتها إلى الهيمنة الروسية منذ سنوات.
وقد تعقدت حسابات بوتين السياسية بسبب الانتكاسات التي واجهتها إدارته في الأسبوع الأول من الحرب على أوكرانيا، والتفاف الاتحاد الأوروبي وأعضاء حلف شمال الأطلسي «الناتو» حولها، بالرغم من إعلانه الأحد أنه وضع القوات النووية الروسية في «استعداد قتالي خاص»، بسبب «التعليقات العدوانية» في الغرب.
ويرى محللون أن العقلانية هي العامل العاشر في المواجهات العسكرية، لا سيما تلك التي يُحتمل أن تتضمن أسلحة نووية، وقد تكون اللاعقلانية الظاهرة لدى بوتين هي ورقة المساومة الأكثر إقناعاً بعد أن أساء تقدير المقاومة الأوكرانية.
من جهة أخرى، قد تخلق سيطرة جيش بوتين الكاملة على المدن الأوكرانية جرحاً عميقاً في الجانب الروسي وجيلاً جديداً من الروس المعادين للحرب.
ويمكن القول إن هناك عدم تطابق مقلق للتهديدات غير المتكافئة بين الجانب الروسي والغربي.
فمن جهته، صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن تجنبه خوض مواجهة عسكرية مباشرة مع موسكو، قائلاً في الساعات الأولى التي تلت الغزو الروسي إن «قواتنا.. لن تشارك في الصراع مع روسيا في أوكرانيا».
وفي الوقت ذاته، خاضت واشنطن وحلفاؤها حرباً اقتصادية وعقوبات خانقة يمكن أن تدمّر أسس الاقتصاد الروسي على المدى الطويل.