العوفان: 260 رفاتاً لشهداء كويتيين لم يتم الاستدلال عليهم.. حتى الآن
(كونا) – تشترك دول ومجتمعات العالم في فهم رسائل الشهادة في سبيل الوطن والتي صيغت حروفها بدماء التضحية والفداء وتنظر بالمقابل إلى رفاتهم بنظرة ملؤها التقدير والامتنان لدورهم الابرز في استعادة الحرية واستقرار الأوطان.
وفي خضم الحروب يمكن أن تبقى رفات الشهيد خارج حدود الوطن بفعل الأسر أو السجن أو المجازر الجماعية الامر الذي يتطلب مساعٍ إقليمية ودولية لاسترجاعهم بتحر وبحث مستمرين للوصول إليهم.
ولم تتوقف لجنة شؤون الاسرى والمفقودين في وزارة الخارجية يوما عن المطالبة بجميع رفات شهدائنا وبالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي» والسلطات العراقية المختصة تمكنت من الوصول إلى مقابر جماعية ومواقع دفن فيها العديد من الرفات.
وفي هذا الصدد قال الوكيل المساعد بالديوان الاميري مدير عام مكتب تكريم الشهداء ورعاية اسرهم صلاح العوفان لـ«كونا»، اليوم الثلاثاء، بمناسبة ذكرى الغزو الغاشم، إن المرحلة الأولى لإحصاء الأسرى والمفقودين بدأت بورود أخبار لمفقودين من قبل أسرهم إلى جهاز اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين والذين وصل عددهم إلى 612 أسيرا ومفقودا كويتيا.
وأوضح العوفان انه مع مرور وقت طويل وانقطاع المعلومات عنهم تم اصدار قرار من مجلس الوزراء بتحويل أسمائهم إلى مكتب الشهيد بطلب من ذوي المفقودين.
وعن رفات الشهداء المؤكدة التي دفنت في أرض الكويت ذكر أن عددها 240 وصلت إلى البلاد على شكل دفعات وفترات مختلفة إضافة إلى 53 شهيدا تم تسميتهم وفق حكم محكمة كويتية وطلب من أهاليهم.
وأضاف أن هنالك 260 رفاتاً لشهداء كويتيين لم يتم الاستدلال عليهم حتى الآن، مبينا مساعي الكويت الحثيثة وبالتعاون مع اللجان والمؤسسات المعنية من خارج البلاد للوصول إلى آخر رفات لشهدائنا الأبرار.
ومن جهته قال احمد السلطان وهو أخ الشهيد أسعد السلطان في تصريح لـ«كونا» إن أخاه وكان قد انتهى للتو من الدراسة الثانوية أسره جنود الاحتلال بعد مرور أسبوع على الغزو الغاشم مؤكدا ان الجهود المبذولة من السلطات الكويتية لم تهدأ حتى تلقى اتصالا من الإدارة العامة للأدلة الجنائية بوزارة الداخلية في مارس 2021 ليتم إبلاغه بالعثور رفات لأخيه.
وأضاف السلطان انه بعد حضوره للادارة تعرف على مقتنيات اخيه الشهيد مبينا ان التقرير الطبي كشف عن سبب الوفاة والمتمثلة بطلقة بالرأس وأخرى في منطقة الحوض.
واعرب عن مدى الفخر والاعتزاز اللذين شعر بهما لحظة تلقيه خبر استشهاد أخيه مؤكدا انه وذووه راضون بقضاء الله وقدره ويرجون المولى عز وجل أن يتقبل أخاهم شهيدا وشفيعا لهم يوم الدين.
ومن جهته، قال فهد بن ناجي وهو ابن الشهيد ناجي عبدالله لـ«كونا» ان والده اسر بعد مرور أسبوعين على الغزو مبينا ان والده كان ينتمي للمقاومة الكويتية وقد تم أسره واقتياده إلى خارج البلاد.
وأوضح بن ناجي انه تلقى اتصالا من الإدارة العامة للأدلة الجنائية وتحديدا في يونيو 2021 يفيده بضرورة الحضور للتعرف على الرفات مع مجموعات أخرى من ذوي الشهداء قائلا انه تحقق من صحة رفات والده بعد تطابق العينات مع البصمة الوراثية وكذلك من خلال ملابس والده الشهيد لحظة خروجه الأخير للمقاومة.