كرواتيا تحتفل بفتح أبوابها على أوروبا بعد انضمامها إلى منطقة «شنغن»
(كونا) – تأمل كرواتيا أن يؤدي انضمامها إلى منطقة (شنغن) واعتماد العملة الأوروبية الموحدة اليورو اعتبارا من الأول من يناير 2023 إلى تنشيط السياحة والاستثمار فيها.
ووفقا لبعض وسائل الاعلام الكرواتية ستكون البلاد اكملت اندماجها داخل الاتحاد الاوروبي وتستعد للاحتفال ب"الوداع الاخير لمنطقة البلقان" وسيتمكن اخيرا مواطنو كرواتيا من دخول "اكبر منطقة" في العالم بشكل حر.
وكان وزير الداخلية الكرواتي دافور بوزينوفيتش أدلى بتصريح صحفي قال فيه "لم يسقط علينا شيء من السماء هدية بل لأن كرواتيا اظهرت قدرتها على انها عضو شرعي في الاتحاد الاوروبي وقادرة ايضا على تنفيذ جميع شروط الانضمام الى شنغن".
وبينما يتعين على رومانيا وبلغاريا انتظار قبولهما في منطقة (شنغن) بعد ان استخدمت النمسا وهولندا حق النقض (فيتو) ضدهما فقد استطاعت كرواتيا وعلى الرغم من البداية الصعبة وضع قدميها داخل المجتمع الاوروبي بعد عشر سنوات من انضمامها الى الاتحاد الاوروبي.
ومع اقرار وزير الدولة للخارجية الكرواتية زدينكو لوتشيتش بأن تداعيات الحرب في البلقان (1991-1995) والازمة الاقتصادية العالمية (2008-2009) ساهمتا في استمرار الاضطراب في بلاده فترة طويلة فإن مساعي كرواتيا كما قال للاندماج في الاتحاد الاوروبي اعطت ثمارها مؤخرا.
وتصدرت كرواتيا عناوين الصحف في السنوات الاولى لانضمامها الى الاتحاد الاوروبي باعتبارها "الوافد الجديد الذي فقد الكثير من الفرص" و"الطفل الذي يمثل مشكلة جديدة في اوروبا" كما كانت تلك الصحف تنعت كرواتيا.
ولفترة طويلة لم يكن هناك شك في انه كان على كرواتيا ان تدخل سباق اللحاق بالركب الاقتصادي ذلك انه بدلا من النمو القوي الذي كان منتظرا منها اظهرت كرواتيا نموا سلبيا في العامين الاولين من دخولها الى الاتحاد الاوروبي.
كما لم تصل كرواتيا الى مستوى رومانيا التي تفوقت عليها في عام 2017 قياسا على نصيب الفرد من الناتج القومي الاجمالي واعتبرت ثاني افقر عضو في الاتحاد الاوروبي بعد بلغاريا.
ووفقا لتعداد عام 2021 تقلص عدد السكان في كرواتيا بمقدار الخمس تقريبا من 7ر4 مليون نسمة الى 87ر3 مليون منذ الاستقلال في عام 1991.
ونجح رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش على الاقل في تحييد الجناح القومي المناهض لاوروبا في حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي المحافظ الى حد كبير في السنوات الاخيرة.
ومن الناحية الاقتصادية تمكنت كرواتيا الدولة الساحلية التي تعتمد بشكل كبير على السياحة من تحقيق قفزة معتبرة بعد الركود الذي شهدته عام 2020.
ففي عام 2021 حققت كرواتيا أحد اعلى معدلات النمو في الاتحاد الاوروبي وبلغ 2ر10 في المئة ومن المتوقع ان يكون 9ر5 في المئة العام الحالي.
وعلى الرغم من ان العديد من الكروات يخشون ارتفاع الاسعار نتيجة لتداولهم بعملة اليورو فإن الحكومة مقتنعة بأن الآفاق الاقتصادية ستتحسن بشكل كبير وان اتفاقية شنغن لن تسهل قدوم المزيد من السياح فحسب بل ستسهل ايضا تبادل البضائع والخدمات وحركة الاستثمار.
يذكر انه بفضل التعامل باليورو ارتفع التصنيف الائتماني للدولة واصبحت كرواتيا اكثر جذبا للمستثمرين مما سيشجع العمال المهرة الكروات الموجودين في الخارج على العودة الى بلادهم.
وطبقا لتحليل اجرته مفوضية الاتحاد الاوروبي فإن كرواتيا اصبحت تستجيب لجميع المعايير الضرورية لفتح حدودها والمشاركة في الاتحاد النقدي الاوروبي.