عائلة طه حسين تتراجع عن نقل رفاته إلى خارج مصر
• عقب الاحتجاج على اعتزام السلطات المصرية هدم مقبرته لتنفيذ توسعات بالطرق
• الأزمة تدور حول هدم مقابر يراها كثيرون تاريخية وتمثل قيمة كبيرة ومنها مقبرة طه حسين
وتعمل السلطات المصرية حالياً على تنفيذ توسعات بالطرق وبناء جسور تربط مناطق القاهرة، وتمر هذه الطرق والجسور بمناطق مأهولة بالعقارات السكنية، وأحيانا بمقابر.
وشرعت السلطات بالفعل في إزالة بعض العقارات مع تعويض سكانها، إما بسكن بديل أو بالمال، لكن تبقى الأزمة حول إمكانية هدم مقابر يراها كثيرون تاريخية وتمثل قيمة كبيرة، ومنها مقبرة طه حسين.
وقالت الدكتورة مها عون، ابنة حفيدة الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي، إن جدتها سوزان زرعت شجرة ميموزا في مقبرة رفيق حياتها طه حسين.
وأضافت عون: اكتشفت هذه المقبرة في السابعة والعشرين من عمري فقط عندما توفيت والدتي ودُفنت هناك، ومنذ ذلك الوقت أحببت دائما زيارة هذا المكان.
وتابعت ابنة حفيدة الدكتور طه حسين: بالنسبة لي، يمثل جذوري حيث دفنت عظام أجدادي، وأيضا هو المكان الذي سأدفن فيه بعد كل رحلاتي، لهذا السبب صدمني بشده قرار هدم مقبرة عائلة طه حسين، أن يتم اقتلاعنا من جذورنا حتى يتسنى لكوبري أن يستقر مكان أجسادهم المدفونة.
وواصلت: لا نعلم حتى إذا كان "القرار" قد اتخذ ولكن بدلا من إبلاغنا ذلك تم تدنيس القبر أولا بعلامة x باللون الأحمر، وهي جريمة في بعض البلدان.
وأكدت الدكتورة مها عون: حاولنا خلال الأشهر الماضية الحصول على إجابات، لكن حتى الحد الأدنى من الاحترام لإبلاغ الناس بأن جذورهم ستُقتلع لم نحصل عليه.
وأشارت إلى أن الجيران المتوترين بدأوا في إزالة رفات أحبائهم لأنهم سمعوا عن جرافات تدمر قبورا أخرى.
وقالت مها عون: الآن أضيف على علامة x كلمة "إزالة" أيضا باللون الأحمر ثم تم قطع المياه، لن يتم إذن ري نباتات سوزان بعد الآن.
وأضافت: إزاء هذا الوضع كانت ردود أفعال الأسرة مختلفة، أردت نقل رفات طه حسين إلى بلد يحترم فيه سلام الموتى وربما حتى تكرم شخصية كانت رائدة في صناعة النهضة، لكن خالي وخالتي رفضا الفكرة، قالا إن أحدا دفن هنا لن يرضى أن يدفن خارج مصر، وأنا أعلم أن هذا صحيح.
واستطردت: قال خالي إن العميد كرس حياته لتطوير مصر ولمناصرة حقوق الفقراء والعدالة، والدفاع عن المساواة، حتى زوجته الفرنسية أعادت جواز سفرها للسفارة الفرنسية عندما هاجمت بلادها مصر أثناء العدوان الثلاثي، فكيف "ننفيه" عن بلده؟ تساءل خالي.
وقالت الدكتورة مها عون: تعرض طه حسين للهجوم من قبل المتطرفين الإسلاميين والحكومات المصرية التي حكمت في حياته، لذا فالهجوم عليه بعد وفاته ليس أمرا جديدا بالنسبة له، والاهتمام الذي لقيته العائلة في الأشهر الماضية من قبل الكثير من المصريين الذين أعجبوا وفهموا قيمة فكر طه حسين كان كبيرا، فإن طه حسين مصري ومصر هي المكان الذي ينتمي إليه بغض النظر عن الحكومات والسلطات.
واختتمت: وبعد العديد من الاجتماعات، وأمام حالة الحب إزاء العميد قررت الأسرة أنها لن تنقل رفات عميد الأدب العربي هذا ما استقر عليه رأى الأغلبية في العائلة بعد مناقشات طويلة.