فرنسا والعراق يوقعان اتفاقية شراكة استراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية
(كونا) – أعلنت الرئاسة الفرنسية (الاليزيه) اليوم الجمعة توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين فرنسا والعراق من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وإرساء إطار رسمي ودائم للعلاقة المتنوعة والشاملة في مختلف مجالات التعاون.
وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان انه تم توقيع الاتفاقية على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس وزراء العراق محمد السوداني الى فرنسا يومي 26 و27 يناير بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والتي وصفتها بأنها "فرصة لإعادة التأكيد على عمق روابط الصداقة التي توحد فرنسا والعراق وطبيعتها الاستراتيجية" لافتة الى ان فرنسا والعراق جددا التأكيد بهذه الاتفاقية على ثراء وتنوع الشراكة بينهما.
ودان ماكرون وضيفه السوداني الاعتداءات التي تنال من "سيادة العراق ووحدة أراضيه أينما جاءت" فيما تطرقا كذلك إلى الحرب في أوكرانيا وعواقبها مؤكدين التزامهما بمواصلة أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بهدف تنفيذ مبادرات التعاون في المنطقة وذلك بالاشتراك مع شركائهما.
كما أكد ماكرون لضيفه العراقي رغبة فرنسا في الوقوف إلى جانب الحكومة العراقية "طالما رغبت" في محاربة إرهاب ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
ومن جهته أعرب رئيس الوزراء العراقي عن شكره لفرنسا على التزامها إلى جانب قوات الأمن العراقية باستقرار وأمن العراق متمنيا تعزيز التعاون الدفاعي الثنائي.
ورحب ماكرون بالتزام رئيس الوزراء العراقي وحكومته بمكافحة الفساد "وهو أمر ضروري لتعزيز أواصر الثقة بين الدولة والشعب العراقي وعليه تم توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة النزاهة الفيدرالية العراقية والوكالة الفرنسية لمكافحة الفساد".
وذكر البيان ان الطرفين اكدا أهمية التعاون الفرنسي – العراقي لتحسين وصول المواطنين إلى الخدمات الأساسية في العراق استجابة لتوقعات الشعب العراقي.
ورحب الطرفان بالتعاون المثمر في مجال الصحة من خلال إنشاء مركز طبي بتمويل من مركز الأزمات والدعم التابع لوزارة الخارجية الفرنسية في سنجار حيث تم توقيع اتفاقية لتسليم المستشفى الفرنسي في سنجار رسميا للسلطات العراقية في نهاية المشروع.
وأوضح البيان انه تم ذكر مشاريع تعاون اخرى في المجال الصحي مثل مركز الموصل للأبحاث والرعاية الطبية في جامعة الموصل ومستشفى حلبجة والمتخصص في علاج ضحايا الأسلحة الكيماوية ومشروع جراحة القلب في مستشفى الناصرية والعمل على اعداد واقامة ورش عمل تدريبية مشتركة في مجال الصحة النفسية بين جامعة لورين وجامعة الموصل.
وفي مجال المياه والصرف الصحي أعلن ماكرون إقامة مشروع لدعم البحث الجامعي والتدريب في مجال الري المستدام لإيجاد حلول بديلة لندرة الموارد المائية.
وأعرب ماكرون بحسب ما نقله البيان عن رغبة بلاده في تطوير التعاون مع وزارة الموارد المائية العراقية لا سيما من خلال دراسة مشروع خرائط الموارد المائية بقيادة شركة (إيرباص) للدفاع والفضاء كما تم التطرق الى مشاريع الوكالة الفرنسية للتنمية في عدة محافظات عراقية.
وشدد الطرفان على ضرورة العمل لضمان "أن تلعب المرأة دورا رياديا في مختلف المجالات" مشيرين إلى ضرورة تكثيف الجهود لمكافحة تغير المناخ والتخفيف من أضراره على البيئة العراقية والإقليمية وكذلك الرغبة في إنشاء هيئة تعاون إقليمي في مكافحة التصحر والعواصف الرملية.
واكد البيان ان ماكرون والسوداني يرغبان برفع مستوى التعاون الفرنسي – العراقي بما يعود بالنفع على وصول جميع العراقيين إلى خدمات الطاقة العامة والنقل.
وفي هذا الصدد جدد الجانبان الالتزام بإنجاز المشاريع الكبرى المتعلقة بالبنية التحتية للشبكات في العراق والتي تعتمد على الخبرة الفرنسية ولا سيما المشاريع الجارية لتجديد شبكة الكهرباء العراقية.