الرئيس المصري يزور قطر غداً.. للمرة الأولى
يصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة، الثلاثاء، في زيارة تستمر ليومين هي الأولى له منذ توليه منصبه في 2014، في خطوة تهدف لتكريس المصالحة بين البلدين بعد قطيعة استمرت ثلاث سنوات.
وقالت وكالة الأنباء القطرية إن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للبلاد تندرج في إطار العلاقات الطيبة المتنامية بين البلدين وشعبيهما الشقيقين، كما تأتي تأكيدا على الحرص المتبادل والإرادة المشتركة لدى قيادتي الدولتين على تطوير هذه العلاقات وتعزيزها والارتقاء بها نحو آفاق أرحب في مختلف المجالات.
وتكتسب زيارة الرئيس المصري للدوحة أهمية خاصة من حيث توقيتها، إذ تأتي قبل انطلاق القمة العربية بالجزائر خلال نوفمبر المقبل، وكذلك أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتتزامن مع جملة من التطورات الدولية المتسارعة، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع والمستجدات بالشرق الأوسط، والحرب في أوكرانيا، وهو ما يتطلب زيادة وتكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين تجاه كافة المستجدات ومختلف القضايا التي تمس الأمن العربي والتطلعات والطموحات والحقوق المشروعة للشعوب العربية الشقيقة، بما يحقق وحدة الصف العربي والأمن والاستقرار في المنطقة، ويخدم المصالح والمواقف العربية في مختلف المحافل ويزيد صلابتها وحصانتها أمام كافة التحديات والمخاطر.
وتشكل زيارة الرئيس السيسي للدوحة والمباحثات التي ستجرى خلالها، مرحلة جديدة واعدة ومحطة هامة في مسار العلاقات الثنائية بين الدوحة والقاهرة، والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الواعدة والمثمرة خدمة للمصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين والمصالح العليا للأمتين العربية والإسلامية.
وتنطلق العلاقات القطرية المصرية من الإيمان الراسخ بوحدة الأهداف والمصير المشترك وأن كلا البلدين يشكل بعدا وثقلا استراتيجيا مهما للبلد الآخر، وتستند هذه العلاقات على أسس تاريخية وطيدة ووشائج متينة وأواصر صادقة تربط البلدين والشعبين الشقيقين في العديد من المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وقد قدم أول سفير لدولة قطر لدى جمهورية مصر العربية أوراق اعتماده عام 1972، وقدم أول سفير لجمهورية مصر العربية لدى دولة قطر أوراق اعتماده في نفس العام.
وقد حرصت دولة قطر خلال التاريخ الطويل للعلاقات مع جمهورية مصر العربية على أن تبنى هذه العلاقات على التقدير والاحترام المتبادل بالنظر لما تمثله مصر من قيمة ومكانة هامة استنادا إلى تاريخها الطويل.
وتنظم العلاقات بين البلدين جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تشمل القطاعات السياسية والتجارية والاقتصادية والعمالية وتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، والنقل الجوي والشباب والرياضة والتعليم والبحث العلمي والمجال الإعلامي والثقافي والتعاون الثقافي والأثري.
وتشهد العلاقات القطرية المصرية حركة اتصالات وزيارات نشطة من الطرفين باتجاه توثيقها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين، ودعم وتفعيل آليات العمل العربي المشترك، وفي هذا السياق قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بزيارة رسمية لجمهورية مصر العربية الشقيقة في الرابع والعشرين من يونيو الماضي تلبية لدعوة من أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي. وعقد سمو الأمير المفدى خلال الزيارة وأخوه فخامة رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، جلسة مباحثات رسمية بقصر الاتحادية في القاهرة، تناولت العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، لا سيما بمجال الاستثمار والطاقة والدفاع والثقافة والرياضة. كما بحث سمو الأمير وفخامة الرئيس المصري عددا من القضايا الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادلا وجهات النظر حيالها، لا سيما تطورات الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط.
وقد شكلت زيارة سمو الأمير لجمهورية مصر العربية محطة بارزة في مسار العلاقات بين الدوحة والقاهرة، وفتحت آفاقا جديدة وواسعة لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية لتغطي مساحات واسعة من الملفات والقضايا السياسية والاقتصادية وغيرها، وتعزيز العمل العربي المشترك، لا سيما في ظل التحديات الراهنة التي تشهدها المنطقة والعالم.
وفي التاسع والعشرين من مارس الماضي عقد بالقاهرة اجتماع بين دولة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية، وكل من سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد علي بن أحمد الكواري وزير المالية، تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تعزيز التعاون والتنسيق بينهما في المجالات المختلفة. وأشاد الجانبان بتشكيل لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري الخارجية بالبلدين بهدف التشاور المستمر وتعزيز التعاون والتنسيق في المجالات كافة.
وفي إطار تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الطرفين أشار الجانبان إلى الاتفاق على مجموعة من الاستثمارات والشراكات بجمهورية مصر العربية، بمبلغ إجمالي قدره خمسة مليارات دولار خلال الفترة القادمة.