طبيب في مصر يكمل عملية لطفلة رغم نشوب حريق في المستشفى
«إما أن نخرج بها أو نموت معها».. تلك كانت كلمات طبيب مصري أثناء إجرائه عملية جراحية لطفلة وسط حريق اندلع في مستشفى النور المحمدي بمنطقة المطرية شرق العاصمة القاهرة قبل أيام، وأسفر عن 35 قتيلاً وجريحاً، وفقاً لـ«العربية».
وكان أستاذ جراحة الأطفال رفعت البدوي قد أصر على إجراء العملية لإنقاذ الطفلة رغم نشوب حريق في المستشفى.
وقال إنه أثناء إجرائه جراحة في القولون لطفلة تبلغ 5 سنوات وتدعى فريدة، فوجئ بالعمال يبلغونه بوجود حريق في المستشفى، لافتاً إلى أنه كان يعتقد أن الحريق بسيط، فطلب منهم إغلاق الأبواب في غرفة العمليات حتى يتمكنوا من العمل بهدوء والتركيز.
وأضاف أنه مع مرور دقائق قليلة سمع صراخاً وتعالت الاستغاثات مع وجود ضوضاء وفوضى، ثم فوجئ بالعمال يعاودون الدخول مجدداً إلى غرفة العمليات ويطلبون منه المغادرة مع فريقه الطبي لكون ألسنة اللهب تقترب من الغرفة وسحابة الدخان بدأت تغطي أرجاء المكان.
غير أنه طلب منهم مرة أخرى المغادرة، مؤكداً لهم أنه لن يخرج إلا بعد انتهاء الجراحة لصعوبة ترك الطفلة في هذه الحالة.
واتفق مع زميله طبيب التخدير على تسريع الإجراءات لإنهاء الجراحة في حدود 10 دقائق قبل أن تصل النيران لغرفة العمليات، إلا أنه فوجئ بانسحاب باقي الطاقم الطبي، ما عداه هو وطبيب التخدير.
وشدد على أنه لم يكن يستطيع الخروج وبطن الطفلة مفتوحة، ما يعرضها للموت الحتمي، مؤكداً أنه استمر حتى انتهاء الجراحة رغم انقطاع الكهرباء، معتمداً على ضوء الجهاز المحمول، بعدها قام طبيب التخدير بإكمال عمليات الإفاقة للطفلة رغم توسلات أسرتها بإخلاء المكان حرصاً على حياتهم.
وختم قائلاً إنه طلب من الشباب الموجودين تأمين وصول سيارة الإسعاف لنقل الطفلة لمستشفى السيد جلال وتأمين خروجها وسط الدخان، مؤكداً أن الأطباء استقبلوهم كأحسن ما يكون، ووفروا لهم كافة الخدمات حتى بدأت الطفلة في التعافي واستعادة صحتها.