جيش الاحتلال يسجل معدل الانتحار الأعلى في صفوفه منذ 5 سنوات
• عدم الموافقة على الإعفاء من الخدمة العسكرية أحد أسباب زيادة الحالات
أظهرت معطيات جيش الكيان الصهيوني أن 14 جندياً إسرائيليا أقدموا على الانتحار خلال العام 2022، وهو المعدل الأعلى في حالات الانتحار التي تسجل في صفوف الجنود الذكور منذ 5 سنوات.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية اليوم الأحد، أن 14 جنديا إسرائيليا وجميعهم من الذكور أقدموا على الانتحار خلال الخدمة العسكرية، فيما انتحر 11 جنديا خلال العام 2021.
واستعرضت الصحيفة حالات الانتحار في صفوف الجنود بجيش الاحتلال منذ 2011 حين سجلت 21 حالة انتحار، فيما أقدم 14 جنديا على الانتحار في 2012، وبلغ عدد المنتحرين 6 جنود في عام 2013.
ومن 2014 حتى العام 2020 أقدم 89 جنديا إسرائيليا على الانتحار خلال الخدمة العسكرية، بمعدل 12 حالة انتحار في العام خلال هذه الفترة، وأغلبية حالات الانتحار تمت خلال الخدمة بالمعسكرات أو التدريب أو العودة للمنازل.
وأظهرت المعطيات الصادرة عن وحدة القوى البشرية في جيش الاحتلال أن 95% من حالات الانتحار تعود للذكور، ولا يتركون وراءهم أي خطابات أو رسائل تشرح الأسباب التي تدفعهم إلى الإقدام على الانتحار.
ورغم اتساع ظاهرة الانتحار خلال الخدمة العسكرية فإن الصحيفة أوضحت أن رصد وأبحاث جيش الاحتلال لم تتوصل حتى الآن إلى نتيجة واضحة تفسر وتشرح أسباب زيادة حالات الانتحار في صفوف الجنود، خاصة الذكور منهم.
خط ساخن للجنود
وفي محاولة من سلطات جيش الاحتلال للحد من حالات الانتحار ومنع زيادتها في صفوف جنوده صدرت تعليمات وإرشادات للضباط في الجيش تحثهم على الحرص وزيادة اليقظة والاهتمام اللازم بالجنود، خاصة ممن شخصوا بأنهم يعانون من ضائقة نفسية.
وأصدر رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي يانيف عاسور تعليمات بفتح خط ساخن للجنود الذين يعانون من مشاكل نفسية، وكذلك فحص الأسباب التي أدت إلى الارتفاع في حالات الانتحار في صفوف الجنود خلال 2022.
وجهزت شعبة القوى البشرية في الجيش خطط عمل تهدف إلى الحد من حالات الانتحار بصفوف الجنود، وتشمل برنامجا لتقليص ساعات حيازة الجنود للسلاح، سواء في المعسكرات أو حتى عند العطلة والعودة لمنازل عائلاتهم، إلى جانب توسيع دائرة التعليم ودورات التأهيل للجنود، خاصة ممن يعيشون ضائقة نفسية واجتماعية.
فحص الأسباب
وتجري شعبة القوى البشرية في الجيش فحصا فيما إذا كان أحد الأسباب في زيادة حالات الانتحار للعام 2022 بصفوف الجنود هو الموافقة من عدمها على منح الإعفاء من الخدمة العسكرية لدوافع نفسية، سواء قبل الانخراط بصفوف الجيش أو خلال العام الأول من الخدمة العسكرية.
ويستدل من معطيات هذه الشعبة أنه خلال 2022 تراجعت نسبة الموافقة على طلبات الإعفاءات من الخدمة العسكرية بنسبة 7.5%، وفرضت إجراءات صارمة للمجندين لإثبات الوثائق والمستندات الطبية لمختصين نفسيين في حال أصروا على الإعفاء من الالتحاق بالخدمة.
وأظهرت معطيات جيش الاحتلال الارتفاع المتواصل في طلبات الإعفاء من الخدمة العسكرية لدوافع نفسية وأسباب اجتماعية، حيث سجلت في 2015 طلبات بلغت نسبتها 4.5% تطلب الإعفاء من الخدمة بسبب الأوضاع النفسية، وتضاعفت الطلبات وارتفعت لتصل إلى 8.5% في نهاية 2020.
كما أظهرت المعطيات أن طلبات الإعفاء من الاستمرار في الخدمة العسكرية لأسباب نفسية في ارتفاع متواصل حتى خلال الخدمة الإلزامية أيضا، حيث بلغت 8.6%، علما أن أغلبية طلبات الإعفاء تكون خلال العام الأول من الالتحاق بالخدمة، وأن الخدمة العسكرية للذكور تبلغ 30 شهرا، والإناث ملزمات بالخدمة العسكرية لمدة 24 شهرا.