الكويت.. منارة ثقافية وإعلامية حاضنة للمهرجانات والمؤتمرات المتخصصة
(كونا) – تحرص دولة الكويت منذ فجر نهضتها على دعم الحركة الفكرية والثقافية والإعلامية ورعاية المبدعين والموهوبين انطلاقا من إيمانها بأهمية دور ورسالة الثقافة في بناء الأوطان وإعداد الأجيال حتى أضحت منارة ثقافية وإعلامية حاضنة للتظاهرات والمهرجانات والمؤتمرات المتخصصة التي يشار إليها بالبنان.
وأدركت دولة الكويت مبكرا أهمية المجالين الفكري والثقافي في بناء المجتمعات ورقيها وتطورها وتعزيز التقارب بين الشعوب والحضارات وتوطيد أواصر العلاقات التاريخية بين البلدان لذا عمدت إلى تبني واحتضان المعارض والمؤتمرات والمهرجانات والندوات المتخصصة علاوة على إنشاء الجوائز التشجيعية والتقديرية.
ومع بروز دور دولة الكويت الثقافي والحضاري اختيرت عاصمة للثقافة العربية عامي 2001 و2026 وعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2016 نظير مجهوداتها الرائدة في خدمة الثقافة العربية وتطويرها وإبراز الوجه الثقافي والحضاري للبلدان العربية.
واستكمالا لدورها المعهود شهدت البلاد أخيرا تظاهرات إعلامية وثقافية وفنية تضمنت العديد من الفعاليات والأنشطة منها اجتماعات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب والدورة ال28 لمهرجان القرين الثقافي وفعالياته المصاحبة والنسخة ال14 من مهرجان أيام المسرح للشباب والتي أقيمت خلال الأسبوع الحالي.
وخلال افتتاح (القرين الثقافي) أكد وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري أن دولة الكويت تعد أحد صناع الثقافة الرصينة وقد عزز (المهرجان) إيمانها المطلق بتقديم رسالة ثقافية تسهم بشكل فعلي في مد جسور التواصل والتعايش بين الشعوب.
وشمل المهرجان الذي نظمه (الوطني للثقافة) في الفترة ما بين 5 و15 مارس الجاري فعاليات ثقافية وفنية وفكرية وموسيقية ومسرحية وشعرية إلى جانب أنشطة تشكيلية واستعراضية وتراثية عربية وعلمية وأخرى موجهة إلى الأطفال.
وقد شهد المهرجان الذي أقيم برعاية سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء تكريم الفائزين في مسابقات الفعاليات المصاحبة مثل معرضي الشباب التشكيلي والقرين التشكيلي الشامل علاوة على حائزي جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية بمختلف فروعها.
كما شهد اختيار صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبدالعزيز آل سعود شخصية دورته ال28.
وتضمن أيضا عرض الأوبريت الوطني التاريخي (سدرة اللؤلؤ) وهو من فكرة وإخراج عبدالله عبدالرسول وتم سرد أهم الأحداث التاريخية التي مرت فيها دولة الكويت منذ عصر الإغريق حتى وقتنا الحاضر.
وتخلل المهرجان تنظيم ندوة رئيسية بعنوان (المشاريع الثقافية الأهلية.. قراءة الواقع واستشراف المستقبل) شارك فيها وزراء ثقافة ونخبة من المفكرين والمثقفين والمتخصصين والباحثين في مجالات العمل الثقافي من الدول العربية ومن ممثلي المنظمات الدولية المعنية.
وشهدت جلسات الندوة التي أقيمت على مدار يومين نقاشات مستفيضة ذات صلة بموضوعها إلى جانب استعراض تجارب ثقافية مختلفة.
ومن الفعاليات الثقافية التي شهدتها دولة الكويت خلال الفترة الماضية أيضا مهرجان أيام المسرح للشباب أحد أهم الفعاليات الفنية والثقافية التي تحرص الهيئة العامة للشباب على تنظيمها بغية المساهمة في إثراء الحركة الفنية وإبراز قدرات المشاركين ومنحهم مساحة لعرض وصقل مواهبهم المسرحية.
وشهد المهرجان الذي انطلق في 6 مارس الجاري تكريم الفرق الفائزة وشخصية الدورة الفنانة سعاد عبدالله من قبل راعي المهرجان الوزير عبدالرحمن المطيري والمدير العام للهيئة العامة للشباب بالتكليف مشعل السبيعي وذلك تزامنا مع يوم الشباب الكويتي الذي تحتفل به البلاد في 13 مارس سنويا.
وجاءت اجتماعات الدورة العادية ال98 للجنة الدائمة للاعلام العربي والدورة العادية ال16 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب وفريق الخبراء ال24 لمتابعة دور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب لتكمل عقد التظاهرات التي احتضنتها دولة الكويت.
حضر الاجتماعات التي عقدت خلال الفترة من 12 إلى 16 مارس الجاري ما يقارب 92 شخصية منهم خمسة وزراء إعلام عرب وممثلون عن المنظمات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية تحت مظلة الجامعة العربية.
وناقشت الاجتماعات العديد من الموضوعات التي تهم الشأن الإعلامي العربي لاسيما في ضوء الأحداث والتطورات العالمية وخلصت إلى اعتماد توصيات في مقدمتها استمرار دعم وإبراز القضية الفلسطينية ومتابعة خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج ودور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب والإسراع في تنفيذ برنامج الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030 علاوة على إدراج مادة التربية الإعلامية في المناهج الدراسية لكل المراحل وإنشاء المعهد العربي لصحافة السلام.
وتسعى وزارة الإعلام الكويتية في هذا المقام لأن تواصل دورها المعهود بأن تكون مصدرا للمعرفة ومحفزا على الريادة والتميز وخلق البيئة الإيجابية في العمل الاعلامي علاوة على تنظيم الاجتماعات والمهرجانات والمعارض والمؤتمرات المتخصصة.
ويعتبر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من أبرز الجهات في الكويت التي تولي اهتماما كبيرا بالثقافة والمثقفين وفي سبيل ذلك اعتمدت أمانته العامة 11 تظاهرة ثقافية سنوية تأخذ أشكال المهرجان أو المعارض.