البنك الدولي: الآثار الناجمة عن جائحة كورونا «تهدد بضياع جيل كامل»
(كونا) – قالت مجموعة البنك الدولي اليوم الخميس إن الآثار الناجمة عن جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) على الشباب «تهدد بضياع جيل كامل» إذ أنها «ألحقت الضرر بالنمو الإدراكي والمعرفي والأجور المكتسبة مدى الحياة للأطفال والشباب».
ووفقا لأول تحليل أجراه البنك الدولي للبيانات الخاصة بالشباب الذين كانت أعمارهم دون 25 عاما عند بداية الجائحة على مستوى العالم فإن (كورونا) «أدت إلى انهيار هائل لرأس المال البشري في أوقات حرجة في دورة الحياة متسببة في تعثر نمو ملايين الأطفال والشباب في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل» وهو ما «يعرض رفاهية الأجيال ونمو الاقتصادات للخطر».
ويتضمن التقرير الذي جاء بعنوان «الانهيار والتعافي: كيف قلصت جائحة فيروس (كورونا) رأس المال البشري وما العلاج الذي يجب القيام به؟» تحليلا لبيانات عالمية عن آثار الجائحة على الشباب في مراحل نمو هامة تشمل الطفولة المبكرة (0-5 أعوام) وسن المدرسة (6-14 عاما) والشباب (15-24 عاما).
وتعليقا على التقرير أوصى رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس بأن «ترسم البلدان مسارا جديدا لتعزيز الاستثمار في رأس المال البشري بغية مساعدة المواطنين على أن يصبحوا أكثر قدرة على الصمود في وجه المخاطر المتداخلة للصدمات الصحية والصراع وبطء النمو وتغير المناخ وأيضا لإرساء أساس متين لتحقيق نمو أسرع وأشمل».
وأفاد التقرير بأن «إغلاقات المدارس وتدابير التعلم عن بعد غير الفعالة تسببت في انقطاع الطلاب عن التعلم وأيضا في نسيان ما تعلموه بالفعل».
وأضاف أنه نظرا لانقطاع قرابة «مليار طفل» عن التعلم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل لمدة عام كامل و700 مليون طفل لمدة عام ونصف العام فقد «سجل فقر التعلم الذي كانت نسبته بالفعل 57 بالمئة قبل الجائحة زيادة أخرى في هذه البلدان إذ يقدر أن 70 بالمئة من الأطفال في سن العاشرة لا يستطيعون قراءة نص مكتوب بسيط».
وفيما يتعلق بالشباب قال التقرير إن الجائحة «وجهت ضربة موجعة» لتوظيفهم بحيث «لم يتمكن 40 مليون شخص كان من الممكن لو لم تقع الجائحة أن يحصلوا على وظيفة من دخول سوق العمل بنهاية عام 2021».
كما توقع أن «يشهد الداخلون الجدد إلى سوق العمل ولديهم مستويات تعليمية أقل نقصان أجورهم المحتملة 13 بالمئة خلال العقد الأول لالتحاقهم بسوق العمل».
وعلى المدى القصير فيما يتعلق بالأطفال الصغار أوصى التقرير أن «تساند البلدان حملات موجهة لإعطاء التطعيمات والمكملات الغذائية وزيادة فرص الحصول على تعليم رياض الأطفال وتوسيع مظلة التحويلات النقدية للأسر الأكثر احتياجا».
وبخصوص الأطفال في سن المدرسة قال إن على الحكومات «أن تبقي المدارس مفتوحة وأن تزيد وقت التدريس وأن تقوم بتقييم مستويات التعلم ومواءمة طرق التدريس مع مستويات تعلم الطلاب وتبسيط المناهج الدراسية من أجل التركيز على التعليم الأساسي».
أما بالنسبة للشباب فشدد التقرير على أنه من الضروري «مساندة التدريب المكيف والتوسط في خدمات التوظيف وبرامج ريادة الأعمال والمبادرات الجديدة الموجهة نحو القوى العاملة للشباب».
وعلى الأمد الأطول أكد وجوب «بناء البلدان أنظمة للرعاية الصحية والتعليم والحماية الاجتماعية تتسم بالمرونة والقدرة على الصمود والتكيف بحيث تكون قادرة على تحسين التأهب للتصدي للصدمات الحالية وفي المستقبل».
ومن جانبه قال رئيس الخبراء الاقتصاديين لقطاع التنمية البشرية بالبنك الدولي وأحد مؤلفي الدراسة نوربرت شادي إن «الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما اليوم أي الذين تضرروا بشدة من تآكل رأس المال البشري سيؤلفون أكثر من 90 بالمئة من القوى العاملة في أوج سن العمل في عام 2050».
وشدد التقرير على وجوب أن «تكون معالجة آثار الجائحة عليهم والاستثمار في مستقبلهم أولوية حيوية للحكومات» محذرا من أنه إذا لم يحصل ذلك «فإن هذه الفئات ستشكل جيلا ضائعا. بل عدة أجيال ضائعة».