الأمم المتحدة: نسعى لتحالف مع الكويت لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
(كونا) – قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كيروشي إن الأمم المتحدة تسعى إلى إقامة تحالف وتعاون مع الكويت لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وإصلاح مجلس الأمن وإيجاد حلول للازمات العالمية.
جاء ذلك في مقابلة خاصة أجراها كيروشي مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) وتلفزيون دولة الكويت امس الخميس على هامش زيارته للبلاد والتي تتزامن مع مرور 60 عاما على انضمام دولة الكويت للأمم المتحدة.
وأشار كيروشي الذي يرأس الدورة ال 77 للجمعية العامة إلى أن الكويت والنمسا أنيط بهما في وقت سابق من هذا العام قيادة الإصلاحات في مجلس الأمن.
وأضاف "الكويت تؤدي دورا رياديا في هذا الشأن الذي يعد من أصعب المسائل في الأمم المتحدة ويمثل تحولا هائلا ومؤثرا للإنسانية".
وتابع ان التعاون ضروري لمواجهة التحديات العالمية سواء كانت ناجمة عن كوارث طبيعية أو صراعات صنعها الإنسان مشيدا بجهود الحكومة الكويتية في هذا الشأن.
وفي ال 14 من مايو الجاري تحل الذكرى ال 60 لانضمام الكويت إلى عضوية الأمم المتحدة عندما أصحبت العضو رقم 111 في ذلك اليوم من عام 1963.
وبهذه المناسبة ثمن رئيس الجمعية العامة الدور الذي تؤديه الكويت في المنظومة الأممية لافتا إلى أن الكويت تدرك منذ فترة طويلة قيمة الأمم المتحدة وأهميتها للناس في جميع أنحاء العالم.
وبشأن لقائه وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه تناول بحث قضايا الأمن والاستقرار والتعاون في المنطقة.
وأضاف أنه جرى أيضا بحث الأزمات في سوريا واليمن وأوكرانيا والسودان وفلسطين.
كما تناول اللقاء التحديات التي تواجه أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ال 17 لعام 2030 وأزمة الديون التي تواجه بلدانا عدة.
من جانب آخر أشاد كيروشي بالتقدم الحاصل في حقوق الانسان في منطقة الخليج وقال إنه " تقدم مشجع للغاية خصوصا في فضاء التعليم وتمكين المرأة". وأضاف "أهنئ الكويت فهي بلد تقدمي للغاية في المنظومة الخليجية عندما يتعلق الأمر بمشاركة المرأة ليس فقط في مجال التعليم ولكن في الحياة العامة بشكل أوسع".
وفيما يتعلق بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 حذر كيروشي من أن العالم بعيد عن المسار الصحيح في تحقيق تلك الأهداف.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة ستعقد في سبتمبر المقبل في نيويورك قمة أهداف التنمية المستدامة لمعرفة ما حققه العالم حتى الآن وإيجاد حلول للمسائل التي تنتظر التنفيذ الكامل للخطة.
وأضاف أن "فهم الموقف والمضي قدما لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة أمر مهم للغاية" مشيرا إلى أن التطورات المقلقة مثل جائحة كورونا أعاقت تنفيذ الاستراتيجية العالمية الطموحة في هذا الشأن.
وبشأن الصراع في السودان أعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عن عميق شكره للكويت على المساعدات الإنسانية التي تقدمها إلى السودان لافتا إلى أن الكويت كانت من أولى الدول وأكثرها كفاءة في تقديم الدعم للمحتاجين.
وأعرب كيروشي عن أسفه على الضحايا والنازحين بسبب هذا الصراع مشيرا إلى أن "الأحداث على الأرض في السودان مقلقة للغاية والأمم المتحدة تحاول نزع فتيل الصراع هناك".
وحث رئيس الجمعية العامة الأطراف المتصارعة في السودان على الالتزام باتفاقات الهدنة من أجل تسوية الصراع وضمان حماية المدنيين وتنقلهم بأمان ومنع العنف من التأثير بشكل سيئ على السودان والبلدان المجاورة.
وخلال المقابلة تحدث رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عن عدة مسائل منها سبل مواجهة مع العنصرية في العالم والتعامل مع أزمة اللاجئين بالإضافة إلى التصدي الآثار المقلقة لتغير المناخ والاحتباس الحراري على جميع البلدان.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أقر كيروشي بأن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي قضية طويلة الأمد يجب معالجتها من جانب الأمين العام للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ناقشت في الدورة الحالية عددا كبيرا من القرارات المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين وقرارا بطلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية في غضون عام بشأن وضع الأراضي المحتلة والتزامات المجتمع الدولي تجاه هذه القضية.
وتطرق رئيس الجمعية العامة إلى الأزمة السورية حيث أعرب عن أمله في التوصل إلى حل قريب لها مشيدا بالاجتماع الأخير الذي عقده وزراء خارجية دول عربية عديدة مع الجانب السوري في إطار الجهود المبذولة لإيجاد حل دائم لهذا الصراع.
كما تطرق رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الحرب الأوكرانية – الروسية مشددا على أنه من المهم انهاء هذا النزاع عبر السبل الدبلوماسية لا العسكرية من أجل العالم.
وأضاف "استمرار هذه الأزمة بالذات قد يؤثر على بعض المنشآت النووية في أوكرانيا مما قد يتسبب في كارثة عالمية لن يكون أحد في العالم بمأمن عنها".
وحول أزمة لاجئي الروهينغيا أشار كيروشي إلى ضرورة إنهاء معاناتهم ودعا إلى زيادة الدعم للاجئين الروهينغيا.
وأكد أنه يجب إنهاء هذا الصراع والسماح للروهينغيا بالعودة إلى ديارهم في ميانمار كجزء من حل هذا الوضع الإنساني البائس.