الصين تتصدى لسلاح الدولار بتدويل عملتها المحلية
تعتمد الصين على اليوان كوسيلة أساسية في معركتها ضد التأثير الذي تتفرد الولايات المتحدة الأميركية به على حركة الأموال على مستوى العالم.
عززت حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ السنة الماضية جهود عقد اتفاقات لزيادة أساليب استخدامها للعملة، من خلال اتفاقيات حديثة مرتبطة بالرنمينبي تمتد من روسيا والمملكة العربية السعودية وصولاً للبرازيل وفرنسا.
في حين تبقى الولايات المتحدة الأميركية القوة المالية المهيمنة البارزة على العالم، فإن هذه الإجراءات تساعد الصين بلوغ مكانة أكبر في النظام المالي الدولي.
الرئيس شي، الذي بدأ عقده الثاني في سدة حكم الصين، تبنى إجراءات تحسين سمعة بلاده خارجياً، حتى في وقت ركّز على تنفيذ الإصلاحات وتدعيم النمو داخلياً.
على الجانب الأميركي، تفاقمت رغم ذلك بؤر التوتر، بداية من الخلافات إزاء مناطيد التجسس وصولاً لتكنولوجيا أشباه الموصلات.
باتت روسيا منبوذة في أعقاب حرب فلاديمير بوتين على أوكرانيا ما منح الصين فرصة مهمة لإظهار طريقة استخدام اليوان، كما يساور بعض البلدان القلق بشدة من كونها معتمدة بصورة كبيرة على الدولار الأميركي واليورو، وهما أكبر عملتين.
أدى عزل روسيا عن نظام المدفوعات الدولي المركزي المعروف باسم "سويفت"، إلى اعتمادها على اليوان في التجارة والمدخرات الخاصة ومعاملات الصرف الأجنبي. طورت الصين منصة مدفوعات دولية خاصة بها معروفة بـ"سي آي بي إس"، وهي منفصلة نهائياً عن نظام "سويفت"، وربما لم تستخدم فقط من قبل مؤسسات روسية، ولكن أيضاً من قبل مصارف تعمل بمناطق على غرار البرازيل.
ويرى فيكتور جاو، الأستاذ بجامعة "سوشو" ونائب رئيس مركز البحوث لشؤون الصين والعولمة "أن رغبة الصين في استمرار النمو بينما تفسح المجال للبلدان الأخرى لتصبح أكبر ثقة في استخدام اليوان، وإذا أرادت الولايات المتحدة الأميركية إثارة المتاعب، فستكون الصين بحاجة لتعديلات ضرورية لمواجهة التحديات".
لم يستجب بنك الشعب الصيني ولا إدارة الدولة للنقد الأجنبي بالبلاد في حينه على فاكسات تطلب التعليق على الموضوع.