الجامعة العربية: الأمن الغذائي أصبح قضية أمن قومي
حذرت من تنامي العجز المائي في المنطقة.. والنقص في موارد البيئة
(كونا) — أكدت جامعة الدول العربية اليوم الأربعاء أن الأمن الغذائي أصبح “قضية أمن قومي عربي وبات من الأولويات الخمس في منظومة العمل العربي المشترك”.
جاء ذلك في كلمة الجامعة العربية التي ألقاها مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية في الجامعة محمد عبدالقادر في احتفال نظمته (المنظمة العربية للتنمية الزراعية) بمناسبة (يوم الزراعة العربي 2023) تحت شعار (معا لبناء نظم زراعية غذائية عربية مرنة وقادرة على الصمود وتحقيق الأمن الغذائي العربي).
وقال عبدالقادر إن هذا الاحتفال “يأتي في ظل ظروف غير عادية وتحديات عظيمة يمر بها العالم مثل الحروب وندرة المياه والزلازل والأعاصير وحرائق الغابات”.
وأشار إلى أن ذلك يحدث “في فترة يتنامى فيها العجز المائي في المنطقة العربية ويتفاقم نقص موارد البيئة” وما لذلك من تأثير على القطاع الزراعي والتنمية بصفة عامة.
وأضاف أن هناك جهودا كبيرة تبذل لمواجهة هذه التحديات في إطار قرارات القمة العربية ومجلس الجامعة على المستوى الوزاري والمجلس الاقتصادي مشيرا إلى اجتماع وزراء الزراعة العرب أمس الثلاثاء في إطار هذه الجهود.
وذكر أن (المنظمة العربية للتنمية الزراعية) عقدت العديد من المؤتمرات وورش العمل التي تسعى لتحقيق الأمن الغذائي العربي وتعزيز التجارة العربية في المجال الزراعي لتقليل الاستيراد من الخارج وعمل التسهيلات اللازمة لضخ المزيد من الاستثمارات وتحفيز رأس المال العربي على الاستثمار في القطاع الزراعي في الدول العربية.
وأوضح عبدالقادر أن جامعة الدول العربية ومنظماتها تؤمن بقدرة العرب على معالجة فجوة الأمن الغذائي في ظل الإمكانيات البشرية المتوفرة لدول المنطقة.
من جانبه أكد المدير العام (للمنظمة العربية للتنمية الزراعية) إبراهيم الدخيري في كلمته أهمية تبني الدول العربية للتقنيات الحديثة في مجال الزراعة وتهيئة البيئة الزراعية لدعم التبني لهذه التقنيات.
وعرض الدخيري نتائج “نموذج التدخلات الإبداعية المدمج” الذي يسمى (ريم) لتطوير الزراعة الذي وضعته المنظمة مبينا أن به “خلاصة وافية” لكيفية ترتيب الموارد من جهة وتطوير النظم الزراعية لتحقيق غايات مهمة على رأسها موضوع الأمن الغذائي من جهة أخرى.
وقال إن هذا النموذج تم التوافق عليه في (المنظمة العربية التنمية الزراعية) وهو يشبه كثيرا من النظم التي تتبعها المنظمات والمؤسسات الزراعية الدولية والإقليمية المختلفة ويؤسس لتحقيق النجاح في المجال الزراعي “لاستناده على أسس لتعريف البيئة ويوائم بين الموارد والنظم في إطار رؤية استراتيجية متجددة وريادية وشاملة”.
ونبه إلى أن الصدمات التي تصيب قطاع الزراعة بالمنطقة “باتت أعمق مما كانت عليه” سواء كانت مناخية أو سياسية “ما يتطلب جهدا أكبر للتكيف”.
بدوره ذكر ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) نصر الدين عبدالله في كلمته أن المنطقة العربية تواجه “تحديات كبيرة” في مجال الزراعة منها “تحديات هيكلية” مثل ندرة المياه وتغير المناخ والحاجة لزيادة ودعم الإنتاجية إلى جانب “التحديات الطارئة” مثل الصراعات وعدم الاستقرار في بعض دول المنطقة وتحركات النازحين من بلد لآخر.
وأضاف أن التحدي الماثل هو صعوبة تحقيق الهدف الثاني لأهداف التنمية بحلول 2030 حيث إن “هذا التحدي على مستوى العالم أجمع ولكن أكثر وضوحا في المنطقة العربية” مؤكدا العمل مع كل المنظمات العربية والإقليمية لمساندة دول المنطقة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وعلى رأسها القضاء على الجوع وتحقيق هدف تحسين الأمن الغذائي.
وقال عبدالله إن من المجالات التي تحتاج مزيدا من العمل هو موضوع رصد الأمن الغذائي وتطورات الزراعة على المستويين الإقليمي والقطري ومساعدة الدول في رصد المواصفات والنظم الزراعية مشيرا إلى أن (فاو) تعمل على “تقوية قدرات” دول المنطقة في المجال الزراعي.