خبراء في «وول ستريت» يحذّرون من أزمة «ركود» جديدة بسبب حرب غزة
نعيش أخطر وقت شهده العالم منذ عقود
حذّر خبراء في بورصة وول ستريت الأميركية من خطر حدوث ركود عالمي بسبب الصراع في الشرق الأوسط؛ حيث تؤدي الأزمة الإنسانية إلى تفاقم التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي غير المستقر بالفعل.
وقال لاري فينك، الرئيس التنفيذي لأكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، BlackRoc، حسب ما نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، إنَّ الحرب في غزة دفعت العالم «إلى مستقبل جديد تماماً تقريباً».
وفي مقابلة مع صحيفة The Sunday Times، أوضح فينك: «المخاطر الجيوسياسية هي عنصر أساسي في تشكيل حياتنا جميعاً. إننا نواجه خوفاً متزايداً في جميع أنحاء العالم، أمام تراجع الأمل. ويؤدي تزايد الخوف إما إلى الانسحاب من الاستهلاك أو زيادة الإنفاق. لذا فإنَّ الخوف يخلق حالات ركود في الأمد البعيد، وإذا استمر الخوف المتزايد لدينا فإنَّ احتمالات الركود الأوروبي والأميركي ترتفع».
بدوره قال جيمي ديمون، رئيس بنك JP Morgan، وهو أكبر بنك أميركي، للصحيفة نفسها، إنَّ الحرب الإسرائيلية على حماس والغزو الروسي لأوكرانيا كانا «مخيفين للغاية ولا يمكن التنبؤ بهما».
وأضاف: «ما يحدث على الجبهة الجيوسياسية الآن هو الشيء الأهم بالنسبة لمستقبل العالم؛ الحرية والديمقراطية والغذاء والطاقة والهجرة».
وتأتي هذه التعليقات بعد ثلاثة أسابيع من توقعات مماثلة من ديمون، وهو أحد أشهر الخبراء الماليين في العالم. وفي الشهر الماضي، حذّر من أنَّ هذا هو «أخطر وقت شهده العالم منذ عقود»، إذ من المحتمل أن يكون للصراع المتصاعد «تأثيرات بعيدة المدى» على أسعار الطاقة وتكاليف الغذاء والتجارة الدولية والعلاقات الدبلوماسية.
إضافة إلى ذلك، يتردد صدى المشاعر السلبية في وول ستريت المتعلقة بالاقتصاد العالمي في أماكن أخرى. ونشرت مجلة The Economist، الأسبوع الماضي، مقالاً رائداً بعنوان: “الاقتصاد العالمي يتحدى الجاذبية. وهذا لا يمكن أن يستمر”.
وأحد الأسباب التي تجعل الحرب بين حماس وإسرائيل تشكل تهديداً اقتصادياً عالمياً هو اعتماد العالم على نفط المنطقة، الذي يمثل ثُلث السوق. ويخشى الاقتصاديون في كثير من الأحيان أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى حدوث ركود عالمي.
وتسببت غارات الاحتلال على مناطق المدنيين، منذ 7 أكتوبر 2023، باستشهاد 10 آلاف و22 فلسطينياً، منهم 4104 أطفال و2641 سيدة، وإصابة أكثر من 25 ألفاً آخرين، كما قتل الاحتلال 160 شهيداً فلسطينياً واعتقل 2150 في الضفة الغربية.