استقالة رئيسة جامعة بنسلفانيا بسبب اتهامات بـ«معاداة للسامية»
بعد أشهر من الضغوط المكثّفة من الطلاب والخريجين والمانحين اليهود
استقالت رئيسة جامعة بنسلفانيا الأميركية إليزابيث ماجيل، بعد 4 أيام من شهادتها في جلسة استماع بالكونغرس بدت فيها وكأنها تتهرب من الإجابة على سؤال حول ما إذا كان ينبغي معاقبة الطلاب الذين دعوا إلى «إبادة اليهود»، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وقالت الصحيفة إن الإعلان عن الاستقالة، الذي جاء في رسالة بالبريد الإلكتروني من رئيس مجلس أمناء الجامعة سكوت إل. بوك إلى أعضاء هيئة التدريس والطلاب والعاملين بها، يأتي بعد أشهر من الضغوط المكثفة من الطلاب والخريجين والمانحين اليهود، الذين زعموا أن رئيسة الجامعة لم تأخذ مخاوفهم بشأن معاداة السامية داخل الحرم الجامعي على محمل الجد.
وكتب بوك قبل وقت قصير من الإعلان عن استقالته هو الآخر: «أكتب هذه الرسالة لاطلاعكم على أن ليز ماجيل قدمت استقالتها طوعاً من منصب رئيس جامعة بنسلفانيا».
وأرفق بوك بياناً من ماجيل، التي كانت رئيسة للجامعة منذ العام الماضي، مع رسالته، قالت فيه: «لقد كان شرفاً لي أن أخدم كرئيسة لهذه المؤسسة الرائعة، وقد تشرفت أيضاً بالعمل مع أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين والخريجين لتعزيز المهام الحيوية لهذه الجامعة».
وقال بوك إن ماجيل، وهي محامية، من المتوقع أن تظل في الجامعة كعضو هيئة تدريس في كلية الحقوق، مضيفاً أنها ستستمر في منصبها حتى تستقر الجامعة على رئيس آخر مؤقت.
وتعد ماجيل أول رئيسة تستقيل بسبب الضجة التي أُثيرت في الجامعات الأميركية منذ هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر والحرب اللاحقة في قطاع غزة، وستترك منصبها بعد أقصر فترة ولاية في جامعة بنسلفانيا منذ أن تبنت الجامعة هيكلها القيادي الحديث في عام 1930.
ومع الانقسام العميق بين الطلاب حول الحرب في غزة، حاول رؤساء الجامعات الموازنة بين حق المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في حرية التعبير وبين المخاوف من استخدام بعضهم لخطاب معادٍ للسامية، بحسب «نيويورك تايمز».
وأثناء شهادتها أمام الكونغرس، الثلاثاء، قدمت ماجيل إجابات غير واضحة على سؤال معقد يتعلق بحرية التعبير، إذ سألتها النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك عما إذا كانت تعتبر أن الدعوة إلى الإبادة الجماعية لليهود تشكل تنمراً أو مضايقة لهم؟ فأجابت ماجيل: «إذا كان الأمر موجهاً لهم وبشكل واسع، فهو يعد مضايقة».
وعندما سألتها ستيفانيك: «إذن الإجابة هي نعم؟»، فردت ماجيل: «هذا قرار يعتمد على السياق»، فقالت النائبة بنبرة غاضبة: «أهذه شهادتك اليوم؟ القول بأن الدعوة إلى الإبادة الجماعية لليهود تعتمد على السياق؟».
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى إدلاء اثنين من رؤساء الجامعات الأميركية الآخرين، وهما كلودين جاي من جامعة هارفارد وسالي كورنبلوث من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بشهادتيهما مع ماجيل أيضاً وكذلك إدلاؤهما بتصريحات مماثلة، قائلة إن «خبراء حرية التعبير أكدوا أنهم كانوا على حق من الناحية القانونية».
ولكن الصحيفة رأت أن تصريحات ماجيل فشلت في تحقيق لحظة من الوضوح الأخلاقي للعديد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وخريجي الجامعة من اليهود، لافتة إلى أنها أثارت موجة من الانتقادات شملت حاكم الولاية الديمقراطي جوش شابيرو واثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، وهما جون فيترمان وبوب كيسي، حتى أن البيت الأبيض اضطر للتدخل في الأمر.