دراسة: الإسرائيليون يعانون اضطراب ما بعد صدمة «طوفان الأقصى»
ارتفاع حدة القلق والتوتر وتأثر جودة النوم ومدته تأثراً كبيراً
كشفت دراسة جديدة أن أحداث عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي غير مسبوقة، من حيث تأثيرها على الإسرائيليين، حيث تواجه نسبة مرتفعة من المجتمع أعراضاً لاضطراب ما بعد الصدمة، مع ارتفاع في مؤشرات القلق بين أفراد المجتمع، بحسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، الجمعة 15 ديسمبر 2023.
واعتمدت الدراسة التي أجرتها جامعة «تل أبيب» وشركة «Wizermed»، على بيانات جمعتها من الساعات الذكية، وأظهرت أنَّ الإسرائيليين يعانون من ارتفاع مستمر في الإجهاد العقلي منذ 7 أكتوبر، مع تراجع النشاط البدني ، وقد تأثرت جودة نومهم ومدته تأثراً كبيراً.
من جانبه، شرح البروفيسور إيريز شموئيلي رئيس مختبر البيانات الضخمة في جامعة تل أبيب قائلاً «لقد توصلنا إلى بعض النتائج المثيرة للاهتمام للغاية. الأولى ليست مفاجئة، فكما نفهم جميعاً، كانت أحداث 7 أكتوبر غير مسبوقة، من حيث تأثيرها على السكان. ونلتمس هذا في عدة جوانب: الأول هو عند النظر إلى مستوى التوتر الذي أبلغ عنه المستخدمون، نرى زيادة كبيرة جداً خلال الفترة الحالية مقارنة بالأحداث الأخرى على طول الجدول الزمني للدراسة التي بدأت منذ 3 سنوات، مثل وباء كورونا الذي أودى بحياة العديد من الأشخاص في إسرائيل، أو عملية حارس الجدار، على سبيل المثال».
ولم يتأثر النوم وحده؛ إذ يوضح شموئيلي أنه «من خلال النظر إلى بيانات أخرى، ومن العينة التمثيلية، نرى أيضاً زيادة كبيرة جداً في حالات اضطراب ما بعد الصدمة. وإذا نظرنا إلى المؤشر الأقسى، نرى أنَّ نحو 23% من السكان الذين لم يتعرضوا للصدمة مباشرةً يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، ونحو 23% يعانون من القلق ما بين المتوسط والشديد».
ويشير شموئيلي إلى أنَّ «هذه الأرقام غير مسبوقة؛ إذ لا تتحدث عن أشخاص كانوا في العطيف أو الحدود الشمالية أثناء القتال، بل في أماكن آمنة نسبياً. ومع ذلك، تظهر نتائج البحث أنه على الرغم من أنَّ هؤلاء الأشخاص لم يكونوا جسدياً في مراكز القتال، فإنه يمكن التعرف على علامات واضحة للصدمة العقلية لديهم».
ويقول البروفيسور شموئيلي إن «هذه أرقام عالية جداً حقاً؛ إذا ما قورنت على سبيل المثال بأحداث 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سجلت نحو 7.5% من اضطرابات ما بعد الصدمة بين الفرق الطبية وفرق الإنقاذ. بينما نتحدث هنا عن مجموعة سكانية لم تتعرض مباشرةً وبأعداد أعلى بكثير للصدمة. وإذا نظرت إلى الوضع بعيداً عن سياق البحث الصارم، فستجد الأرقام أعلى بكثير».