تزايد تحويل مسارات سفن الشحن بعيداً عن البحر الأحمر
تحويل مسار 67 سفينة حاويات إلى رأس الرجاء الصالح.. و75 سفينة أخرى في انتظار التعليمات
يتزايد تحرك العشرات من سفن الحاويات التي تنقل البضائع المصنّعة من آسيا إلى أوروبا في مسارات شاقة حول أفريقيا -مما يؤدي إلى جمود في التجارة وتأخر تسليم البضائع- بعد موجة من الهجمات التي شنّتها جماعة الحوثي اليمنية على الأساطيل التجارية بالبحر الأحمر.
قالت شركة «إيه بي مولر-ميرسك»، التي تمتلك أسطولاً يضم أكثر من 300 سفينة حاويات، ولديها العديد من السفن الأخرى، الثلاثاء إنها ستحوّل مسار أسطولها حول أفريقيا.
وكان الحوثيون قد تعهدوا بمهاجمة أي سفينة تجارية لها صلة بإسرائيل، في خطوة لدعم الفلسطينيين، ولكن مع تصاعد العنف، فإن جميع السفن عُرضة للخطر.
قبل ساعات فقط من بيان شركة «ميرسك»، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن تشكيل عملية دولية لحماية السفن التجارية التي تمر عبر المنطقة.
ويُظهر قرار شركة الشحن العملاقة أنها لا تعوّل على أن هذا الإجراء سيؤدي إلى الوقف الفوري للهجمات. ولا تزال تفاصيل ذلك قيد الإعداد، وليس من الواضح متى سيبدأ العمل على تشكيل هذه القوة.
وقال غاي بلاتن، الأمين العام لغرفة الشحن الدولية، لتليفزيون «بلومبيرغ»: «بمجرد أن نرى تأثير هذه الإجراءات الأمنية المتزايدة في المنطقة على الشحن، ستقوم الشركات بعد ذلك بإجراء تقييم بناءً على ذلك، لكن الوقت لا يزال مبكراً للغاية لذلك الآن».
وتعرضت حوالي 15 سفينة تجارية لهجمات في البحر الأحمر، وما حوله منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر. ويأتي ذلك في إطار دعم الحوثيين المتمركزين في اليمن لحركة «حماس» في حربها مع إسرائيل.
العمل العسكري الدولي للرد على هذه الهجمات يثير مخاوف في المنطقة من أن النهج العدائي المفرط لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور، فيما تحث المملكة العربية السعودية على توخي الحذر.
من جانبها ذكرت شركة ناقلات النفط «يوروناف»، التي أوقفت الشحنات عبر البحر الأحمر، أن الشحن التجاري يحتاج إلى الحماية بواسطة قوافل بحرية.
وقال الرئيس التنفيذي ألكسندر سافريس في مقابلة مع تلفزيون «بلومبيرغ»: «حتى نضمن ذلك، سنستمر في تجنب هذه المنطقة». وأضاف أن القوافل ستؤدي أيضاً إلى إبطاء التجارة لأن مرورها عبر المنطقة سيستغرق وقتاً إضافياً.
وقال رايان بيترسن، مؤسس شركة «فليكسبورت» للخدمات اللوجستية، إن هناك الآن 67 سفينة حاويات حوّلت مسارها حول رأس الرجاء الصالح، و75 سفينة أخرى متأخرة بانتظار تعليمات حول سبل التحرك.